ينقل وفق الذين يُعتبرون من الدائرة الضيقة المحيطة برئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري، أن كل من يزور الإمارات العربية المتحدة، ويلتقي به، يعود إلى لبنان ويحدّد موعد عودته خلال أيام، ولا يستطيع أحد أن يحسم قرار خوضه هذا الإستحقاق أو عدمه، لأن من التقاه في الآونة الأخيرة، جزم بأن قرار العودة والمشاركة في الإستحقاق الإنتخابي فقط عند الحريري، لأن هناك مرحلة جديدة مغايرة كلياً عما سبقها على خط «السياسة الحريرية»، بحيث وخلال سلسلة لقاءات جمعت الرئيس السابق للحكومة بالرئيس فؤاد السنيورة، رُسمت خارطة طريق إعادة هيكلة هذه السياسات، إن على صعيد «التيار الأزرق» أو المشاركة في الإنتخابات النيابية، والعلاقات مع القوى والأحزاب والزعامات اللبنانية.
وتؤكد المعلومات بأن السنيورة، وقبيل لقائه برئيس «المستقبل»، استمزج آراء قيادات في بعض الدول الخليجية، وعلى هذه الخلفية، كانت هذه اللقاءات المطوّلة من روحية ما تم التوافق عليه مع سفراء وقياديين خليجيين، إضافة إلى «نادي رؤساء الحكومات السابقين»، والحلقة الضيقة التي كانت إلى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذه القرارات التي توصّل إليها السنيورة و «الشيخ سعد»، ستعتمد نهجاً جديداً لـ «المستقبل» وللسياسات الحريرية المقبلة.
أما عن موضوع المشاركة في الإنتخابات النيابية، علم أن هناك لقاءات جديدة ستحصل في بيروت، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه على صعيد التحالفات والمرشحين، وبمعنى أوضح ثمة نفضة شاملة في «التيار الأزرق» ومؤسّساته والمستشارين ستظهر معالمها بعد الإنتهاء من الإجتماعات والمشاورات، مع الإشارة إلى أن السنيورة سيكون له دور محوري في المرحلة القادمة على صعيد «تيار المستقبل»، وإعادة تفعيل الحياة السياسية والواقع الحزبي داخله، ودفع الحريرية السياسية إلى الأمام من خلال استعادة دورها وحضورها داخلياً وخارجياً.
وعلم أن هناك إشارات غربية، وتحديداً فرنسية، تشدّد على ضرورة استمرار الحريري في مسيرته السياسية، ولهذه الغاية ثمة معلومات أيضاً، بأن رسالة روسية من كبار المسؤولين الروس المعنيين بالملف اللبناني نُقلت إلى الحريري تتمنى عليه مواصلة مسيرته السياسية وخوض الإنتخابات النيابية المقبلة، وتأكيد موسكو على صداقاتها وعلاقاتها الوثيقة معه، وهي التي كانت تتمنى أن تشكّل حكومة في لبنان ودفعت في هذا الإتجاه، وأكدت الرسالة أيضاً على ضرورة توفير كل مستلزمات الدعم للحريري.
ويبقى، وبحسب المعلومات نفسها، أن ملامح تحالفات الحريري في حال قرّر خوض الإنتخابات النيابية واضحة مع الحزب التقدمي الإشتراكي وكذلك مع «القوات اللبنانية»،على الرغم من التباينات السياسية، إذ هناك قنوات اتصال مفتوحة بين الطرفين ولن تتوقف، ويتوقع تفعيلها، لأن هناك ظروفاً ورغبة تقتضي هذا التحالف الثلاثي إنتخابياً وحتى سياسياً، في حين ينقل أنه، وخلال زيارة السنيورة إلى عين التينة، تمنى عليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بأن يحضّ الحريري العودة إلى لبنان والمشاركة في الإنتخابات النيابية، لأنه حاجة للطائفة السنّية ولخط الإعتدال، بعدما وضعه السنيورة في أجواء لقائه بالحريري وما لديه من معطيات وأجواء إلى كل الظروف المحيطة به.