Site icon IMLebanon

السنيورة: الزعامة للحريري في «المستقبل»

يستعير الرئيس فؤاد السنيورة «بديهيتَين» من لغة المال والاعمال لتوصيف الموقف من رئاسة الجمهورية اللبنانية، كما من الرئاسة في سوريا.

في الشق اللبناني يقول في معرض الكلام عن المرشح المناسب لرئاسة الجمهورية: «المال مقبول لأنه مقبول». وكما لا تحتاج هذه العبارة الى كثير من الشرح بِمَن هو مقبول او مرفوض من «تيار المستقبل»، كذلك لا يحتاج وصفه للواقع في سوريا وبقاء الرئيس بشار الاسد الى شرح. ففي معرض الموقف من التطورات السورية يؤكد أنه «لا يمكن أن يتم تعيين المدير الذي أوصل الشركة الى الافلاس مديرا على التفليسة أو وكيلا لها».

وبين هذين الرفضين ينمّق الرئيس السنيورة الكلام، ويترك الباب مفتوحا للحوار: كل حوار وأي حوار، «مدركين أننا لن نصل الى اتفاق. لكننا ننتظر لعلّه يحصل تغيير»، مع تأكيده «اختبرنا الحوار مع حزب الله ولم نصل الى اتفاق».

يقرأ السنيورة، خلال لقائه عدداً من الصحافيين في مكتبه، الورقة التي ارسلها الى الرئيس نبيه بري عن مواصفات الرئيس المقبولة، ويؤكد ان الرئيس يجب أن يكون «مؤيدا ومعتبرا ومدعوما من بيئته، وان يكون في الوقت نفسه مدعوما ومؤيدا من بيئات اخرى. فالرئيس سليمان فرنجية لم يكن الاقوى في بيئته، كان يسبقه كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون اده. لكن بتوافقهم عليه صار قويا. فتعريف الرئيس انه صمام الامان للبلد، تتقاطع عنده كل القوى. واكبر دليل على دور الرئيس ومكانته هو ما اصاب البلد اليوم مع شغور موقع الرئاسة». ويقول إن «البطريرك بشاره الراعي عبّر ايضا بطريقة دقيقة عن الرئيس القوي حين قال لي ان الرئيس القوي من يستطيع أن يؤمن حضور الثلثين الى المجلس النيابي والنصف زائدا واحدا لانتخابه».

يعترض السنيورة على كل من يشكك بصلاحيات الرئيس وقدراته وموقعه. يقول: «لا يمكن اقالة الرئيس الا في حالة واحدة وهي الخيانة العظمى. اما رئيس الحكومة وهو رئيس السلطة التنفيذية، فاذا فقد الثقة في مجلس النواب يستقيل. واذا استقال نصف اعضاء حكومته يذهب الى بيته».

لكن السنيورة، الحريص في كل حين على التأكيد أننا «أم الصبي» ونقدم التنازلات لحمايته، يعتبر أنه في موضوع الحكومة والتعيينات وصلت الامور الى حائط مسدود. «فالتسوية تقتضي أن يتقدم كل منا خطوة باتجاه الآخر. قلنا نوافق على ترقية العميد شامل روكز وتعيدون تسيير عمل مجلس الوزراء. لكنهم اصروا على الرفض. وهم يطالبون للوكيل ما ليس متوافرا للاصيل. بمعنى يطالبون للوزراء بما ليس متاحا بحسب الدستور لرئيس الجمهورية».

ومع ذلك ورغم الخلافات الكبيرة، يجزم السنيورة أنه «لا يوجد أي طرف جدي يريد استقالة الحكومة. لا حزب الله ولا ميشال عون ولا احد». وعن أداء الرئيس تمام سلام يعتبر أنه «بذل كل جهده لايجاد الحلول. وربما كانت هناك امور تحتاج الى مبادرات في مواقيت أبكر».

وعن الاصرار على عدم اعطاء عون اي مطلب وتعزيز احساس اوساطه بالاستهداف، يكشف السنيورة: يوم التمديد لقائد الجيش اتصلت بالرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري وقلت لهم: طالما التمديد جار لماذا لا «نكسر سمها» ونمدد لثلاثة او اربعة عمداء بينهم العميد روكز؟ وقد وافق سليمان والحريري الا أن جنبلاط رفض.

وعن توزيع الادوار داخل «تيار المستقبل» والايحاء دائما بأنه هو من يُفشّل التوافقات وعمن يملك الكلمة الفصل في التيار يقول: «نحن تيار ديموقراطي. لكل رأيه يعبّر عنه بحرية ويؤخذ به. والتشاور قائم، ولسعد الحريري الكلمة لانه يمثل الزعامة».