تحمل قوى في محور 14 آذار، جهات داخل تيار المستقبل، بانها ساهمت في استدراج مجموعة «المجتمع المدني» للتحرك، بعد ان شكل تهافت رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة لتوجيه ملف النفايات في اتجاه اعادة احياء دور «سوكلين» من خلال ابواب عدة، في مقابل فريق داخل هذا التيار يتعاطف مع جهاد العرب لكون الاخير قد يعمد الى توظيفات لمناصري «المستقبل» في العاصمة في شركة جمع النفايات في حال فوزه، بما من شأنه ان يحد من حالة البطالة المستشرية في البيئة البيروتية، وعدة مناطق ينتشر فيها مناصرون لتيار المستقبل.
واذ يتلذذ حلفاء المستقبل في مجالسهم بانتقاد هذه الجهات داخل التيار الازرق، فإنهم في الوقت ذاته، يسردون روايات عن عدة صفقات حصل عليها مسؤولون في هذا الفريق بما جعلهم متساوين مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، اللذين لديهما باع طويلة في هذا الحقل، كانت قوى 14 آذار او بعض منها تفاخر على كونها غير متشابهة معها. واذ يتبين حاليا ان السنيورة حوّل مكتبه الى غرفة عمليات لصالح الحصول على صفقات في عدة مجالات عقارية وصولا حتى النفايات، وبدا حاصرا كل اهتماماته في هذا الشأن منذ ابعد عن دائرة القرار المحيطة برئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، والتي تضم وزير الداخلية نهاد المشنوق، رئيس مكتبه نادر الحريري، اللذين يتوليان بنوع خاص ادارة التيار وترجمة توجهاته السياسية والامنية.
وفي قناعة حلفاء تيار المستقبل، أن غياب الحريري ساهم في تنامي هذا الواقع من الفساد لدى عدد من مسؤولي هذا التيار، لدرجة ان عدداً من الصفقات بات مكشوفاً ولا يشكل حرجا لهم. وهم يتصرفون وكأن «ارث الشهيد رفيق الحريري» السياسي بات في آخر ايامه، ولذلك يعجلون في الانقضاض على المشاريع والصفقات المشبوهة، ولا يسقط الحلفاء من انتقاداتهم، الغمز من قناة العلاقة بين الرئيس الحريري وبين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، بحيث ان المسايرة التي مارسها التيار الازرق مع زعيم التيار الوطني الحر، رغم ما اعلنه في حق الشهيد الحريري وفساد «المستقبل»، حتى في احلك مراحل الخلاف هي التي حدت بمناصري عون للتحرك نحو الشارع، والانضمام الى المتظاهرين، بحيث اراد عون الاستفادة من هذه اللحظة اذا امكنه للانقضاض على صيغة الطائف من خلال اسقاط الحكومة وادخال البلاد في مرحلة فراغ تدفع نحو مؤتمر تأسيسي يوصل الى المثالثة على حساب الصيغة الحالية. وكل ذلك لكون عدد من تيار المستقبل يريد «التمريك» على حلفائه المسيحيين بأنه قادر على عقد تحالف انتخابي يوما مع عون في حال الخلاف معهم. فكانت تحركات ومواقف عون واعضاء تكتله افضل رسالة على ان سياسة ردة الفعل ومحاولة تحجيم القوى المسيحية لا تنفع، بل تبقى هي الحليف الصادق. وقد دلت المواقف التي توزعت بين كل من رئيسي حزب القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، سمير جعجع وسامي الجميّل وبيان منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار، فارس سعيد والكلمات التي القيت في احتفال طرابلس من قبل الوزير اشرف ريفي ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، بأن قوى 14 آذار موحدة بالفطرة، وتتكامل مواقفها مع بيان الرئيس الحريري.
ويتابع الحلفاء أن ازمة النفايات اصابت مصداقية تيارا لمستقبل، واظهرت مدى علاقاته بالقوى التي تقدم مصالحها على اي اعتبار آخر، وبينها التي يشيد دائماً قادة المستقبل «بحكمتهم ووطنيتهم».
وبعيداً عن تطور التحرك المدني الى حالة الشغب التي شهدتها العاصمة ومحيط السراي ودخول «المندسين» على خط التظاهر، لجملة اعتبارات، فان القوى ذاتها في 14 اذار، تجد أن البلاد لم تكن امام انقلاب من قبل التحالف الثنائي الشيعي اي حركة «أمل» و«حزب الله» اللذين شارك انصارهما في أعمال الشغب ضد افراد القوى الأمنية وعمدوا الى حرق المحلات وتدمير الواجهات، اذ ان قاعدة الخلاف القائمة بين قوى 8 و14 آذار، لم تتبدل بعد، لا بل ان قاعدة الاشتباك ايضاً لا زالت على حالها عملاً بمقولة الرئيس الحريري، ان الحكومة الحالية التي يترأسها تمام سلام ابقت على حالة ربط النزاع بين «المستقبل» وبين «حزب الله»، وان ما تبع الأمر من خطوات بينها التمديد الثاني للمجلس النيابي وكذلك التمديد الثاني للعماد جان قهوجي، ولا على ان لا اتجاه لقلب الطاولة حتى حينه، واضعة هذه القوى انضمام العناصر الحزبية الى التظاهر، من اجل تعطيلها بعد رفع سقف المواجهة. وكذلك اشار الى ان هذا التحالف حاضر في اي استحقاق سياسي او ميداني او شعبي، وكذلك رداً على الانتفاضة التي تشهدها العراق ضد ايران، بحيث اتى التحرك ضد الحكومة لكونها تحت مظلة السعودية التي تدعم الانتفاضة العراقية ضد ممارسات طهران وحلفائها…