IMLebanon

السنيورة للحريري : اذا بتخلي عون يشارك بالتأليف بتكون عم تضرب ارث بيّك!

 

التيار من بكركي : هاجسنا الشراكة وصلاحيات الرئيس … والراعي : «انا بمون عالحريري»!

 

بعد ندائه الشهير «بالحياد الناشط والذي خرج به في 17 اب 2020، والذي تحول الى مذكرة حملها غبطته اينما حل فشكل نداؤه في حينه حدثا بحد ذاته انقسمت حوله اراء الاطراف السياسيين، ها هو البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يعلن نداء جديدا عنوانه هذه المرة : «مؤتمر دولي خاص لطرح قضية لبنان برعاية الأمم المتحدة، بهدف تثبيت لبنان في أطره الدستورية الحديثة، ووضع حد لتعددية السلاح.

 

النداء الثاني والذي يعتبر اقوى من النداء الاول، يطرح هذه المرة بشكل واضح «تدويل ازمة لبنان»، هذا المصطلح الذي كثر الحديث عنه في عز ازمة العام 2005، عاد اليوم وفي العام 2021 ولاسيما ان مراقبين كثر شبهوا مرحلة الـ 2005 بالمرحلة الراهنة . الا ان مراقبين للمسار الذي تسلكه بكركي حرصوا على التشديد بان نداء الراعي هذا اتى بعد فشل كل المساعي التي بذلها ولا يزال على خط الاسراع بتاليف الحكومة ولاسيما انه كان وجه اكثر من نداء للمعنيين بالتاليف لعقد لقاء واضح وصريح بينهما والخروج بحكومة ينتظرها اللبنانيون الا ان احدا لم يستجب.

 

الا ان اللافت في هذا الاطار، كان ما برز امس على خط بكركي وتجلى بزيارة وفد من التيار الوطني الحر ولقائه غبطته.

 

صحيح ان هذه الزيارة تاتي بعد تصعيد البطريرك سقف كلامه في عظات الاحد ولاسيما بعدما لم يستجب اي طرف بالمعنيين تشكيل الحكومة لنداءاته المتكررة وبعدما قيل ان بكركي عاتبة على بعبدا، الا ان معلومات «الديار» تفيد نقلا عن مصادر موثوقة بان موعد زيارة وفد التيار الى بكركي لا علاقة له ابدا بعظة البطريرك الراعي التي صعد فيها الموقف نهار الاحد، اذ ان الموعد، وبحسب المعلومات، كان طلب منذ نهار الاربعاء وتحديدا من قبل نائبة رئيس التيار مي خريش، وبالتالي تؤكد مصادر مطلعة ان لا علاقة بعظة البطريرك بموعد الزيارة «التي تأتي للتشاور مع غبطته في اكثر من ملف ولاسيما الحكومي».

 

هذا في الشكل، اما في المضمون، فتصف مصادر مطلعة على جو اللقاء بان الاجتماع مع غبطته كان وديا وصريحا، كاشفة ان وفد التيار اوضح للبطريرك الراعي انه وعلى عكس ما يظن، فالخلاف الحكومي ليس على تسمية «من هنا او حقيبة من هناك انما اعمق من ذلك ليصل الى صلاحيات رئيس الجمهورية اذ لا يجوز كما قال احد المشاركين للبطريرك الراعي ان يقولوا ان رئيس الجمهورية هو شريك بالتوقيع واذا لم يوقع يصبح رئيس الجمهورية معرقلا».

 

المصادر ذاتها تكشف ان البطريرك الراعي كان متفهما لكل هذه الهواجس وهو شدد امام الوفد على انه لا يقبل المس بصلاحيات الرئيس لكنه شكا امام وفد اكبر حزب مسيحي ان «مشكلتنا تتمثل ايضاً بعدم التضامن المسيحي مع رأس الدولة».

 

وهنا تفيد المعلومات بان النائب جورج عطالله قدم مطالعة شاملة لغبطته شارحا ان مسألة المأزق الحكومي اعمق من «اسم بالنازل او حقيبة بالطالع»،انما تنبع من رغبة لدى البعض بتشكيل حكومة على غرار ما قبل العام 2005 وبالتالي محاولة اخذ ما لم يتمكنوا من اخذه بالطائف من خلال الممارسة بالغاء لمفهوم الشراكة الا ان غبطته كان متفهما لكل هذه الهواجس وهو حريص على الشراكة المسيحية في الحكم وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية.

 

هذا في العلن، لكن في كواليس الاجتماع، دار كلام حكومي هام رفض اكثر من مصدر مشارك باللقاء الافصاح عن مضمونه واكتفت بالاشارة الى ما ذكر اعلاه، الا ان «الديار» تمكنت من الحصول على معطيات تفيد بان هواجس التيار زادت بعد معلومات وصلتهم، ونقلوها امس الى الراعي مفادها الضغط الذي تمارسه الاطراف السنية المؤثرة على الرئيس الحريري ولاسيما الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة الذي قال للحريري ما مفاده : «اذا بتخلّي ميشال عون يشارك بالتأليف بتكون عم تضرب ارث بيّك رفيق الحريري»! هذا الكلام سمعه البطريرك الراعي امس وكان متفهما للمخاوف «المسيحية».

 

وهنا تفيد معلومات خاصة للديار بان البطريرك الراعي اكد امام وفد التيار بان رغبته هو بان تكون الحلول داخلية الا انه اكد في الوقت نفسه انه قام بكل ما يلزم وقدم الكثير من الافكار لكنها رفضت.

 

وتوجه غبطته بحسب المعلومات لوفد التيار بالقول:

 

ال 2 (اي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف) «معندين»، لكنني استطيع ان اكون وسيطا، وتابع: «نحن مستعدون للقيام بما يطلبه الرئيس عون، خللي يقول شو بدو ونحنا بنعمل» وانا «بقدر مون عالحريري» ليضيف: «اذا كان بدا دعوة من رئيس الجمهورية فلتتم الدعوة».

 

هذا حكوميا اما بملف تدويل الازمة، فقد ابلغ التيار البطريرك الراعي رفضه التدويل الا انه اكد بالمقابل ان كل اصدقاء لبنان مشكورون على اي مساعدة ولكن الحل يجب ان ينطلق من الداخل وهناك امكانية لذلك، بحسب مصادر متابعة.

 

وفي هذا الاطار افادت مصادر بكركي للديار بانه وعلى عكس ما يخيل للبعض، ففكرة طرح قضية لبنان بمؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة، لم تات بايعاز خارجي انما بكركي هي صاحبة الطرح ولاسيما انه اتى بعد اتصالات عدة ولقاءات مع دبلوماسيين اجراها البطريرك الراعي مع اكثر من سفير عبروا خلالها عن خشيتهم على مصير لبنان وبعد تيقنه بان الامور وصلت الى حائط مسدود وكان لا بد من التحرك، مشيرة الى ان حراك غبطته لن يقف عند هذا الحدود!