الازمة كبيرة بين قوى 14 اذار وتحديداً بين حزب المستقبل وحزب القوات اللبنانية، وفي مراجعة واتصالات بين الحزبين يتبن بوضوح ان هناك قراراً ضمنياً لدى الدكتور سمير جعجع بأن لا يثق مجددا بالرئيس سعد الحريري بعد تجارب متعددة، ربما تبدأ من ذهاب الحريري الى سوريا والضيافة المطولة عند الرئيس بشار الاسد، او من اللقاء مع السيد حسن نصرالله، الى المباحثات مع العماد عون والاحتفال بعيد بميلاده ومن ثم مؤخراً اطلاق مبادرة ترشيح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية.
الاجواء واضحة بين حزبي المستقبل والقوات، فشخصيات واعضاء قياديون في الحزبين يتراشقون التهم حول اداء الحريري وردة فعل رئيس حزب القوات، اذ ان جماعة المستقبل المسيحيين قبل السُنة يرون ان «الحكيم «يزايد على الحريري في قضية الفراغ الرئاسي، بل وصل الامر في مجالسهم الى اعتبار ان جعجع يريد الفراغ على الحلول المنطقية، التي تتمثل بترشيح سليمان فرنجية، المبادرة الجدية التي اطلقها الحريري، والتي لم يقبلها جعجع ، بأي طرق من الطرائق، كون فرنجية خصماً لدوداً، وبالتالي قد تجاوز برأي القواتيين كل الخطوط الحمر، في مبادراته، خصوصاً انها غير منسقة مع القوات، وبالتحديد مع جعجع.
هذا التنسيق تنفيه مصادر مطلعة التي تؤكد ان جعجع علم بالترشيح كغيره بعد التسريب الاعلامي الذي تعمد تسريبه تيار المستقبل، بما لا يدع مجالاً للشك ان للحريري اجندات اخرى، عندما يحين موعدها، ينجز التسويات خارج اطار التوافق مع حلفائه في 14 اذار، خصوصاً ان اللقاءات التي حصلت مع العماد عون في عام 2014 جرت دون علم قائد القوات، على عكس ما يتحدث به المسيحيون في تيار المستقبل، وهؤلاء هم المزايدون على القوات والكتائب والمستقلين في فريق 14 اذار.
الامور وصلت الى حد ان نواب تيار المستقبل، قد يقاطعون اي جلسة نيابية في حال اعلن جعجع ترشيح العماد ميشال عون، وان الاجواء الملبدة بين الطرفين، لم تقطع التواصل بينهما، وخصوصاً ان المستقبل يرفض ان يرشح جعجع عون، وهنا يقول احد ظرفاء القوات، «ربما هذا صحيح، لأن الحريري يريد هو ان يرشح عون، ليتوافق معه على ان يكون رئيس حكومات العهد في حال انتخب ميشال عون رئيساً للجمهورية»، لكن في المقابل يراهن المستقبل ان الامور بين عون وجعجع، انتهت ولم تصل الى نتائج لأن عقلية الرجلين مختلفة ولا يمكن ان تتوافق لا في الرئاسة الاولى ولا في الانتخابات النيابية ولا اي انتخابات كما دلت التجارب السابقة.
صلة الوصل التي تحاول لملمة الخلاف والملفات العالقة بين المستقبل والقوات، هو الرئيس فؤاد السنيورة، الذي على ما يبدو يحوز بالمطلق على ثقة جعجع على حد قول المصادر، اذ هناك من يقول ان السنيورة غير راض على ترشيح فرنجية، وما زال يتعاطى مع طرح الحريري او مبادرته على انها مناورة سياسية، جرى رفضها من قبل حهات في 8 و14 اذار، وان السنيورة هو الذي قد يكون اللاعب الاكبر في «تخريب» اي اتفاق مسيحي – مسيحي – اي بين القوات والتيار الحر، الذي على ما يبدو ايضاً ان بكركي دخلت على خط مباركته وتشجيعه بعيداً عن رأي حزب المستقبل او رأي كل من الرئيسين السنيورة والحريري، لاعتبارات الشغور الرئاسي ولاعتبارات التهديد الواضح للجماعات التكفيرية للبنان وللمسيحيين في المنطقة.
الايام القليلة المقبلة ستثبت، ان السنيورة قادر على انهاء مباحثات حالة التوافق بين التيار والقوات، او ان بكركي والقوات والتيار قادرون على انجاز تفاهم او اتفاق سياسي شامل بين القطبين المسيحيين، بالطبع لا يقتصر على الرئاسة الاولى فحسب، بل يشمل قانون الانتخاب والحكومة والتعيينات واللامركزية وامور اخرى.