تبدو الحرب الإسرائيلية على لبنان متواصلة، وتتوسع يوما بعد يوم جنوبا وبالداخل اللبناني، وتزداد وحشية وخرابا ودمارا، بغياب اي رادع يكبح جماح هذه الحرب، ويضع حدا لها، مايؤشر الى إطالة امدها لوقت غير معلوم، في ظل عجز عربي واسلامي ودولي فاضخ، باستثناء دول محدودة التاثير كفرنسا، التي تقف مع لبنان على الدوام، فيما تغض دول بارزة اخرى، النظر عما يجري وتستمر بانتهاج سياسة داعمة لإسرائيل بالمال والسلاح.
يؤشر تتابع مجريات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة ولبنان، بمشهد سوادي تحكمه عوامل ووقائع عديدة، تبدا من استغلال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تغاضي الادارة الاميركية عن حرب الابادة التي شنها على قطاع غزة، والانتقال منها إلى لبنان، وارتكاب جيشة مجازر وحشية، واغتيالات قادة حركة حماس وحزب لله، خارج القطاع وداخله وفي لبنان، واخرهم رئيس حركة حماس يحي السنوار، مستفيدا من الغطاء الاميركي اللامحدود، تحت عنوان الانتقام من عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط غزّة منذ عام، في اطار مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي وتحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ويعتبر المراقبون ان اغتيال إسرائيل للسنوار واسماعيل هنية قبله والامين العام لحزب لله حسن نصرلله وقادة بارزين بالحزب، اعطى زخما قويا لنتنياهو، للاندفاع قدما في توسعة الحرب التي يشنها على غزّة ولبنان معا، ويحاول توظيف ماحققه خارجيا، بالحصول على مزيد من الدعم وشراء الصمت العالمي على المجازر والارتكابات اللانسانية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي، تحت ما يسميه زورا محاربة الارهاب، خلافا للواقع والحقيقة، ويمعن في الوقت نفسه في توسعة الاحتلال الإسرائيلي والاستيلاء على مزيد من الاراضي الفلسطينية المحتلة وتجاهل كل الدعوات، لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وهل يؤثر اغتيال إسرائيل للسنوار على مسار الحرب الإسرائيلية على لبنان؟
قبل اغتيال السنوار توسعت الحرب الإسرائيلية، من مواجهات محكومة بضوابط في الجنوب اللبناني بين حزب لله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مع اختراقات محدودة، إلى حرب وغارات جوية طالت مناطق بعيدة عن خط المواجهة المحتدمة جنوبا، واغتيالات قادة الحزب البارزين وفي مقدمتهم نصرلله، وتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت بشكل ممنهج، ومناطق في البقاع والجنوب، واندفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ اجتياح للعديد من القرى والبلدات المواجهة للحدود اللبنانية الجنوبية، وارغمت أكثر من مليون مواطن جنوبي للنزوح من هذه المناطق إلى الدخل اللبناني.
ويتوقع المراقبون ان يزيد اغتيال السنوار، اندفاعة رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، ان بتوسعة نطاق الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان، لتنفيذ اهدافه باقامة المنطقة الحدودية العازلة على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، او بالاستمرار باستهداف مراكز ومواقع حزب لله بوتيرة اقوى، والاهم بطرح شروط ومطالب متشددة لوقف اطلاق النار، قد تتجاوز كل ما كان مطروحا خلال جولات التفاوض التي قام بها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، قبل توسعة الحرب الإسرائيلية، ويخشى ان يؤدي ذلك، اما إلى اطالة امد الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان، مع ماتؤدي اليه من ضحايا وخراب،او فرض الشروط والمطالب الإسرائيلية المتوقعة بالقوة.