IMLebanon

«صفارة انذار…؟!

لفتني توصيف معالي وزير الداخلية، الزميل نهاد المشنوق، معلقاً على ما يحصل في الشارع بأنّه «صفارة انذار»… فماذا يعني معاليه بهذا التوصيف؟ وما هي المعلومات التي يملكها وجعلته يقول هذا الكلام؟!

ما من شك في أنه لا يوجد مواطن صالح، إلاّ وهو مع المطالب الشعبية المحقة التي ينادي بها المتظاهرون… مع التحفظ عن بعضها؟!

وهناك جملة اسئلة تطرح نفسها:

– أولاً: مَن مِن المواطنين لا يريد أن يكون التيار الكهربائي في لبنان 24/24، كما وعدنا بذلك معظم الوزراء، منذ العام 1990، أي منذ نحو ربع قرن؟

– ثانياً: مَن مِن المواطنين لا يريد حلاً لأزمة النفايات؟

– ثالثاً: مَن مِن المواطنين لا يريد أن تبسط الدولة اللبنانية -وحدها- سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية، ومن دون أي شريك؟

– رابعاً: مَن مِن المواطنين لا يريد أن يقوم النواب بأبسط واجباتهم وينتخبوا رئيساً للجمهورية، وقد دخل الفراغ الرئاسي شهره السابع عشر على التوالي؟ ومن يعرقل معروف الهوية والإرتباطات والحسابات.

– خامساً: لماذا «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» يقاطعان الجلسات النيابية التي يدعو إليها الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس؟

– سادساً: ماذا يريد شربل نحاس، وهل حقق شيئاً من الشعارات التي يطلقها منذ أن كان وزيراً؟

سابعاً: ماذا يريد نجاح واكيم، «الزعيم» الذي يعيش على غلطة ارتكبها اندفاع الشباب المسلم، محبة بالرئيس الخالد جمال عبدالناصر، وكان واكيم قد استغل هذا الشعور الوطني لأهل بيروت فجاء صدفة، وهي غلطة لم ولن تتكرّر؟!

لا أريد الاسترسال في هذا الموضوع، وأتمنى على المتظاهرين أن يعودوا الى رشدهم، ويركزوا على طلب واحد، وهو انتخاب رئيس للجمهورية يكون بداية خارطة طريق للوصول الى بر الأمان… أما السباب والشتائم، والأصوات العالية، والكلام الكبير الذي لا يقبله أي مواطن شريف يحترم نفسه، فغير مقبول… وكذلك رمي النفايات أمام المؤسسات، خصوصاً وزارة البيئة، أو مكاتب «سوكلين» فغير مقبول أيضاً… فكم بالحري في قطع الطرقات وتكسير زجاج السيارات والإعتداء على الأملاك العامة.. وهي تصرفات غير مقبولة، بل مدانة..

أخيراً وليس آخر، فهذه الفوضى التي خلفها هذا «الحراك» لا تزال لغاية اليوم عند مفترق طرق.. وأنا أسمع الكثير من الملاحظات والإنتقادات ضدها… والعدد الكبير من المواطنين يرفضون هذه السلوكيات وسائر الأعمال العدائية و»الهرج والمرج».. والقوى الأمنية -رجالاً وفتيات، ليس لهم من دور سوى المساعدة على فرض الأمن والاستقرار.. وهذا يؤكد أنّ هذه القوى لا تريد سوى الخير -كل الخير- للمتظاهرين، ولكن ضمن القانون…