الشعب المصري على حق طبعاً و«وطني دائماً على حق» هذا ليس شعاراً بل حقيقة، إنّ اختيار الشعب المصري للرئيس عبدالفتاح السيسي هو اختيار لتكملة ما بدأه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، القائد التاريخي للأمة العربية.
وفي نظرة سريعة للإنجازات التي حققها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فترة قصيرة من حكمه يمكن ذكر الآتي:
أولاً: أثبت الجيش المصري أنه جيش وطني خصوصاً عندما بدأ الشعب ثورته ورفع شعارات التغيير والحرية والبناء والإعمار، وقف الجيش موقفاً بطولياً وشريفاً، إذ رفض أي تدخّل لقمع التظاهرات أو التصدّي لها، ونحن نسجّل للرئيس السابق حسني مبارك انه قدّم استقالته ورفض أن يطلب من الجيش أن يتدخّل لقمع المتظاهرين… والجيش سجّل موقفاً تاريخياً وكم كان رائعاً منظر الشعب والجيش جنباً الى جنب: الجيش يراقب ولا يتدخّل والشعب يعبر بين الدبابات والجنود جنباً الى جنب مع إخوانهم المواطنين.
ثانياً: لم يدم حكم الإخوان إلاّ سنتين لأنّ الشعب اكتشف كذبهم ونفاقهم… في البداية قالوا إنهم لا يريدون الحكم، ثمّ تبيّـن انهم رشحوا ثلاثة مرشحين لرئاسة الحكومة… قالوا إنهم لا يريدون الرئاسة ولكنهم رشحوا محمّد مرسي.
والأنكى أنه عندما قام رجب طيب أردوغان بزيارة مصر زار الرئيس السابق محمد مرسي وذهب الى مرشد الإخوان محمد بديع عبدالمجيد محمد سامي لأنه يعتبر أنّ المرشد أهم من الرئيس.
ثالثاً: عندما تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئاسة بعد الانتخابات الأولى، بادر الى تحقيق استباب الأمن، فالشعب المصري يحب السلم ويحب الحياة وهذا معروف عنه، فحقق له السيسي هذا المطلب.
رابعاً: بدأ الرئيس السيسي بمعالجة المشاكل المتراكمة وكانت المشكلة الأولى أزمة الكهرباء… وفعلاً استطاع خلال فترة زمنية قياسية أن يبني معامل كهرباء تنتج 15 ألف ميغاواط (خلال سنة ونصف السنة) ولم تعد هناك مشكلة تيار كهربائي في مصر.
خامساً: قرّر بناء قناة السويس الثانية، واستطاع أن يحقق هذا الإنجاز خلال 8 أشهر وبأموال من الشعب المصري حيث فتح اكتتاباً جمع به أكثر من المبلغ المطلوب لأنّ ثقة الشعب بالرئيس جعلته يبادر الى تقديم الأموال التي يحتاجها بناء القناة الثانية، وقد بدأ استثمارها فعلاً، فأدرك الشعب أهمية هذا الإنجاز وعائداته على الاقتصاد المصري… وقال لي أحد كبار التجار المصريين إنّ القناة الثانية حلّت مشكلة كبيرة لوسائل النقل البحري فلم تعد البواخر تنتظر 3 أو 4 أيام لكي يأتي دورها لتعبر القناة وهذا وفّر المال الكثير للاقتصاد المصري.
سادساً: بدأ الرئيس السيسي بحل مشكلة ما يسمّى «العشوائيات» فكان الحل ببناء مجمّعات سكنية لينقل مجموعات من العشوائيات ويهدمها كونها تشوّه مدينة القاهرة.
سابعاً: وفي الموضوع السياسي أقام السيسي أفضل العلاقات العربية ابتداءً بالمملكة العربية السعودية حيث قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة تاريخية الى مصر جرى خلالها التوقيع على عدد كبير من الاتفاقات والمعاهدات الأمنية والاقتصادية والسياسية منها إعادة الجزر التي كانت وديعة من أيام الملك فاروق وهما جزيرتا تيران وصنافير.
أخيراً، إنّ تجديد الشعب للرئيس عبدالفتاح السيسي ولاية ثانية بأكثرية ساحقة هو تأكيد على الثقة الكبيرة بالشخص والإنجازات، وتأكيد على عودة مصر الدولة الرائدة في العالم العربي… لا بل عادت القيادة الى مصر بعد طول غياب.
ولا بد من الإشارة أخيراً الى ما تتعرّض له مصر من الارهاب وكيف يعالج الرئيس هذه المسألة المهمة بما يمكن معه القول إنّ مصر حققت انتصاراً كبيراً على الارهاب وبالذات في مقرّه في صحراء سيناء.
وثمة ملاحظة تجدر الإشارة إليها وهي انها المرة الأولى التي يوجد في مصر (كما في سائر البلدان العربية) رئيسان سابقان على قيد الحياة… و»القاعدة» المعروفة عن الرؤساء العرب: «في القصر أو في القبر»، وقمة الديموقراطية في مصر أنّ هناك رئيسين سابقين، وهي ميزة كان يتفرّد بها لبنان وحده.
نبارك للشعب المصري وللعرب جميعاً.
عوني الكعكي
