Site icon IMLebanon

السيسي رجل دولة

 

 

يوماً بعد يوم يتبيّـن أنّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هو رجل دولة من الطراز الرفيع.

 

مشاكل مصر كثيرة ومتعددة تبدأ أولاً بعدد السكان الذي تجاوز الـ100 مليون بدون غير المسجلين الذين لا يُعرف عددهم بالضبط.

 

ثانياً: مشكلة الإدارة المتهرئة التي أصبحت بيروقراطية ومعقدة جداً.

 

ثالثاً: إرتفاع أسعار الدولار تجاه الجنيه المصري.

 

رابعاً: العشوائيات التي أصبح عدد ساكنيها بالملايين والتي ازدادت بشكل مخيف خلال الثورة.

 

خامساً: العدد الكبير من الذين يسكنون في المقابر وعددهم أيضاً أكثر من مليونين.

 

سادساً: مشكلة الاقتصاد المصري، علماً انها مشكلة عالمية أيضاً.

 

بالرغم من هذه الصعوبات اتخذ الرئيس السيسي عدداً من القرارات التاريخية ونفذها، وهنا بعضها:

 

أولاً: قناة السويس الثانية التي نفذت في وقت قياسي، أي أقل من سنة، وبأموال مصرية… حتى إنّ الشعب اكتتب في الشركة التي كانت مهمتها تمويل المشروع الذي نفذه الجيش.

 

ثانياً: يعتمد الرئيس بتنفيذ معظم المشاريع على الجيش لأنه يثق بالمؤسّسة العسكرية وإدارتها الموثوقة والجدية والتي تثبت دائماً أنها أفضل إدارة في تاريخ مصر.

ثالثاً: التصدّي لمشكلة الكهرباء التي كانت من أكبر المشاكل في مصر والتي كانت بحاجة الى طاقة 15 ألف ميغاواط، وفي مدة قياسية وأسعار هي الأدنى في العالم، واعتماد أفضل منفذ من ألمانيا (شركة «سيمنز»)…

 

وعلى كل حال هناك مشروع آخر قيد التنفيذ بالاعتماد على الطاقة الشمسية، وكان الرئيس السيسي يفاوض شخصياً مع الشركات ويشرف مباشرة على التنفيذ.

 

رابعاً: العشوائيات، ويجري العمل على إنشاء مدن جاهزة تنقل إليها العائلات مقابل هدم العشوائيات… وخلال سنوات قليلة سوف تنتهي العشوائيات.

 

خامساً: أهم مشروع في تاريخ مصر هو بناء عاصمة إدارية جديدة تنتقل الدولة بالكامل إليها، وقد بدأت الوزارات الانتقال التدريجي… كذلك وفي الوقت ذاته مساكن وڤيلات وغيرها، والأهم الشوارع في المدينة الجديدة المخطط لها أن تخدم الى 50 سنة مقبلة على الأقل، وهذه المدينة أو العاصمة الجديدة ستحل مشكلة مستعصية في مصر خصوصاً أنّ مشاكل مدينة القاهرة ليس لها حل، فبالرغم من التجارب والمشاريع والطرقات والأنفاق لم يصلوا الى الحل المنشود.

 

اليوم بعد هذه الإنجازات لا بد أن ننظر الى الزيارة المهمة التي قام بها الى مصر في هذا الاسبوع رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون، علماً أنّ العلاقات بين مصر وفرنسا أكثر من مهمة، وقد أبرمت مصر عقوداً مع فرنسا لشراء صفقة طائرات «رفاييل» وهي طائرات عسكرية متفوّقة ومداها طويل اشترتها مصر على أقساط طويلة الأمد وقد شاركت تلك الطائرات في حرب اليمن ولكنها استوردت خصيصاً لاستراتيجية ذات صلة بسد أثيوبيا.

 

وكان لافتاً أنّ الرئيس الفرنسي استبق زيارته الى مصر بكلام حول حقوق الانسان واعتقال صحافيين ومدوّنين… وكرر كلامه خلال المؤتمر الصحافي المشترك، ومع انه أشاد بالإنجازات التي نفذها الرئيس السيسي مشيراً الى أنّ ملاحظاته ليست تدخلاً في شؤون مصر معرباً عن معرفته بالتحديات التي تواجهها مصر(…).

 

ومع ذلك لم يشأ الرئيس السيسي أن يدع هذه المداخلة تمر من دون أن يوضح أنّ مسألة حقوق الانسان ليست غائبة عنه وعن فريق عمله، مضيفاً «لنعترف بإنصاف اننا لسنا كأوروبا ولا كأميركا نحن دولة أو منطقة لها خصوصيتها ولها طبيعتها (…) وأنّ التنوّع الانساني لا يمكن أن يكون في نهج واحد ومسار واحد، ملاحظاً أنّ «المدوّنين» (على وسائط التواصل الاجتماعي) يتكلمون لغة ثانية غير الواقع الذي نعيشه نحن… وكان هناك مشروع يستهدف مصر لتحويلها الى دولة دينية… ومع ذلك يجب النظر بحيادية الى الجهد الذي عملته الدولة المصرية، وليس أنّ الرئيس السيسي، في إطار حقوق الانسان كما تراه منظمة الامم المتحدة.

 

باختصار شديد يمكن القول إنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي رجل تاريخي في كل ما للكلمة من معنى وهو سينصفه التاريخ، وبالتأكيد فإنّ مصر ما بعد السيسي ليست مصر ما قبله… والإنجازات تتحدث عن ذاتها.

 

عوني الكعكي