Site icon IMLebanon

السيسي عاد من السعودية مطمئناً!

على رغم التسريبات والتلميحات عن تبدل حتمي على محور الرياض – القاهرة، بدا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الرياض حليفاً اساسياً للمملكة. الصحف احتفت بزيارته “التاريخية”، ونوهت بالعلاقات بين البلدين التي “تمر في أفضل حالاتها”. وتحدثت صحيفة “الوطن” عن “ثورة شعبية ثانية”، في اشارة الى انتفاضة أطاحت الرئيس الاخواني محمد مرسي، خلافاً لبعض الكتاب السعوديين الذين كانوا بدأوا يسمونها انقلاباً.

الحفاوة السعودية بالرئيس المصري لا تقلل شأن الاختلاف في أولويات الجانبين في ظل القيادة السعودية الجديدة. فمع التوسع الايراني في المنطقة والرفع المرتقب للعقوبات عن الجمهورية الاسلامية، تبدلت هواجس المملكة. وفي ظل التهديد الذي يمثله اليمن واستيلاء الحوثيين على السلطة فيه وتمدد “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق، زادت التحديات.

الواضح أن “الاخوان المسلمين”، العدو اللدود للسيسي، ليسوا خطراً أول في حسابات الملك سلمان بن عبدالعزيز، لكن هذا لا يعني على الارجح أن القيادة السعودية الجديدة ستذهب الى دعم هذا التنظيم، وإن تكن تبدو أكثر ميلاً الى تحقيق استقرار في مصر من خلال تهدئة التشنجات الداخلية والاعلامية. ومع ذلك، لا يبدو أن الشأن المصري استأثر بحيز مهم من القمة.

وفيما تسعى السعودية الى رص الصف السني لمواجهة النفوذ الايراني المتنامي في الاقليم والتعامل من موقع قوي مع الأزمات العربية الملتهبة من سوريا والعراق الى اليمن وليبيا، يفترض أن تكون مصر لاعباً أساسياً. توزيع الادوار هذا كان يمكن أن يكون صحيحاً لولا تضارب الاولويات والعداوات السنية – السنية. ففي اليمن مثلا، يمثل الحوثيون خطراً داهماً بالنسبة الى المملكة ودول الخليج عموماً، بينما لا ينمّ تحرك القاهرة عن القلق نفسه. ويعتبر باب المندب الخط الاحمر الوحيد الذي رسمته السلطات المصرية للحوثيين، نظراً الى ما يمثله المضيق من أهمية للملاحة في قناة السويس. وفي العلاقات الاقليمية، تحاول الرياض ترتيب علاقاتها مع قطر وتركيا، فيما لا يقدم ولا يؤخر اعتذار السيسي عن الاهانة للشيخة موزة بنت المسند في العلاقات الملتهبة بين القاهرة والدوحة، ولا بين القاهرة وأنقرة.

وفي الشأن السوري تحديداً، يلتقي موقفا الرياض والقاهرة على وجوب حقن الدماء، الا أن التصريحات المعلنة غالباً ما عكست خلافاً جوهرياً. وليس واضحاً ما اذا كان تشديد الرئاسة المصرية بعد الزيارة على أن اهتمامها ينصرف إلى الحفاظ على الدولة السورية وحماية مؤسساتها، يعني القبول بالنظام أو ببعض رموزه كمرحلة انتقالية، و اذا كان المضيف السعودي قد أيد ذلك.

مصر قيمة اضافية لأي محور عربي. وعلى رغم تضارب الاولويات بينها وبين السعودية، وهما الدولتان الرئيسيتان في المنطقة، فان مصادر عربية تقول إن السيسي عاد من الرياض مطمئناً الى التوجهات السعودية!