Site icon IMLebanon

سكاف والرابية: حلف ثابت.. أم عرضة للتقلبات؟

بينما يحرص رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون على ابقاء الحرارة في خطوط التواصل بينه وبين رئيس «الكتلة الشعبية» الياس سكاف، تبرز صعوبات سياسية من شأنها عرقلة هذا المسار، تتشارك في صناعتها عوامل حزبية وسياسية وشخصية.

«مكانة زحلة كبيرة عند الرابية». لهذا فإن التعاطي معها له اسلوبه ومحاذيره عند «الجنرال» الحريص على ابقاء التواصل قائما مع سكاف الذي يتلقى بين فترة وأخرى «هدايا برتقالية» تشيد ببيته الوطني وزعامته العابرة كل الطوائف، على غرار الكلام المنبري الذي رافق الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية جبران باسيل.

منذ العام 2009 اتبعت الرابية استراتيجيا الود المفتوح في مسار العلاقة مع الزعيم الزحلي. ومنذ ذلك التاريخ، لم يقاطع عونيو زحلة، سواء الوزير السابق غابي ليون أو النائب السابق سليم عون اي مناسبة سكافية، من دون التوقف عند الاعتبارات البرتوكولية السكافية.

وكان «التيار الوطني الحر»، بتوجيهات من الجنرال، يضغط باتجاه استمرار الباب مفتوحاً مع سكاف، مع الزام «وكلائه الزحليين» بعدم مضايقة «البيك»، على أمل إعادة المياه الى مجاريها، حتى اتى اللقاء الشعبي الأخير الذي دعا إليه رئيس «الكتلة الشعبية» على خلفية المطالبة بإقفال معمل الإسمنت.

تمّ توجيه الدعوات الى اللقاء لكل الأقطاب السياسيين ومنهم العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري. وهكذا اتصل سكاف بالعماد عون ودعاه الى اللقاء ثم أوفد الأمين العام للمجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك والمنتمي الى «الكتلة الشعبية» العميد المتقاعد شارل عطا الى الرابية وسلم دعوة رسمية قوبلت وفق العميد عطا، بكثير من الترحاب العوني. وهكذا قرر عون ايفاد الوزير السابق سليم جريصاتي إلى اللقاء الشعبي بينما كان لافتا للانتباه غياب كل من غابي ليون وسليم عون عنه.

جريصاتي المتحمس لاعادة تنشيط العلاقة بين الرابية وسيدة النجاة، تقصد الاعلان عن تحية خاصة يحملها من «الجنرال» الى الزعيم الزحلي. إلا انّ العونيين اختلفوا على توصيف هذه التحية وقراءة أبعادها. منهم من لم يرَ فيها أكثر من اجتهاد شخصي من جريصاتي لا علاقة للرابية بها، ومنهم من جزم بأن «الجنرال» حريص على التواصل مع سكاف.

في المقابل، هناك من اعتبر ان غياب ليون وعون ومشاركة جريصاتي، «هو نوع من توزيع ادوار يبرع الجنرال في رسم خطوطه. فهو يريد ابقاء التواصل مع سكاف انما في المقابل يحرص على عدم استفزاز من يمكن أن يكون بديلاً عنه»، والمقصود به النائب نقولا فتوش.

وقد برر ليون غيابه لـ»السفير» بعدم تلقيه دعوة للقاء. في المقابل، لم يلمس سليم عون في الاتصال الهاتفي الذي اجراه معه شارل عطا أي دعوة رسمية، وانما «خبرية» عن اللقاء. فامتنع الاثنان عن الحضور، في موقف صنفه بعض المؤيدين لسكاف بأنه «لا يمكن صرفه الا في خانة تبني وجهة نظر بيار فتوش من موضوع معمل الاسمنت». هؤلاء قالوا ايضا انه ليس خافيا على أحد أن الود مفقود بين مؤيدي سكاف وبين ليون وسليم عون.

ويخشى هؤلاء، وفق مصادر «الكتلة الشعبية»، عودة التواصل الى سابق عهده بين الرابية وسيدة النجاة، «لأن ثمة كيمياء واضحة بينهم وبين نقولا فتوش الذي يروج له كبديل وحليف كاثوليكي زحلي لـ»التيار الحر» في مواجهة سكاف».