IMLebanon

سكاف ـ فتوش … «ولعت» من جديد!

«ولعت» مجدداً بين قطبي زحلة، رئيس «الكتلة الشعبية» النائب السابق الياس سكاف والنائب نقولا فتوش، بعدما خرق الأول، قبل يومين، هدنة غير معلنة استمرت نحو سنتين، لم تفلح خلالهما جهود الوسطاء، من فعاليات سياسية ودينية واجتماعيّة، في انهاء الخلاف بين خطين يسعى كل منهما الى تثبيت زعامته على عروس البقاع.

عودة التوتر على خط سكاف ــــ فتوش لم تكن مفاجئة للشارع الزحلي، وخصوصاً خصوم الطرفين الذين لطالما راهنوا على فشل المساعي التي بذلت لرأب الصدع بين الرجلين. هجوم سكاف على آل فتوش (من دون أن يسميهم)، على خلفيّة حصول شركة يملكونها على ترخيص لإقامة مجبل للباطون ومعمل لإنتاج الترابة في سهل زحلة، والردود المضادّة، أعادت الأمور بين الطرفين الى نقطة الصفر، وكسرت الجمود السياسي الذي تعيشه عروس البقاع التي يتنافس على استقطاب أبنائها خليط من الزعامات التقليدية والتيارات والأحزاب السياسية.

مصدر في «الكتلة الشعبيّة» أكد لـ «الأخبار» أن ما صدر عن سكاف «لا يحمل أبعاداً سياسية، وليس سوى صرخة تعبّر عن رأي غالبيّة أبناء المدينة، في ظل غياب أصوات من يفترض بهم القيام بالحد الأدنى من واجباتهم للحفاظ على صحة الناس ورفع الضرر عن ممتلكاتهم». وأضاف: «صحة المواطن خط أحمر. ولن نسمح لأحد، مهما علا شأنه، بتجاوزه. ونحن لم نخلط يوماً بين مصلحة أبناء المدينة وبين الحسابات السياسية والانتخابيّة، وقد دفعنا ثمن ذلك في الانتخابات النيابيّة الأخيرة»، لافتاً الى أنه «ستكون لنا خطوات تصعيديّة تبدأ بمراجعة المعنيين في الدولة ولا تنتهي بتحركات شعبيّة على الأرض».

خطوة سكاف يضعها مصدر مقرب من آل فتوش في إطار «المزايدات، وتعويم نهج سياسي بدأ نجمه بالأفول». وحمّل المصدر مسؤولية التوتير لـ «الفريق المحيط بسكاف»، واستغرب «هذه الحملة المفاجئة» على فتوش «بعد فترة هدوء في العلاقة بين زعيمين لا يمكن أحدهما إلغاء الآخر، ويفترض بهما تناسي خلافات الماضي والوقوف صفاً واحداً لما فيه مصلحة المدينة». وشدد المصدر على ضرورة «منع المصطادين في الماء العكر من دخول خط العلاقة بين التي أثمرت الجهود طوال سنتين في ترطيب أجوائها»، لافتاً الى الزيارة التي قام بها فتوش وأشقاؤه للاطمئنان على صحة سكاف إثر الوعكة الصحيّة التي ألمت به، ومبادرة الأخير بعدها الى دعوة فتوش لحضور اللقاء الموسع الذي استضافته الكتلة، وجمع الفعاليات السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعيّة في المدينة، للبحث في الأمور الأمنيّة وكيفية درء خطر الجماعات التكفيرية المنتشرة عند الحدود الشرقية لمنطقة البقاع. وبرّر المصدر عدم تلبية فتوش للدعوة في حينه بأنه «لم يكن رفضاً للدعوة بالمطلق، لكنه أبلغ سكاف بضرورة تبادل الآراء قبل تحديد موعد اللقاء».