استحقاق الانتخابات البلدية، في شهر ايار المقبل، بدأ يتسم بالجدية، وهذا ما اظهرته التحضيرات الشعبية – والحزبية، في القرى والمدن الكبرى والاجتماعات تتواصل ليل نهار لتشكيل اللوائح، التي تترافق مع انقسامات، بالتزامن مع احياء التناقضات العائلية والحزبية، بالرغم من اصرار القوى السياسية على التوافق.
تحالف التيار الوطني الحر – القوات اللبنانية على الساحة اللبنانية وبحسب مصادر مسيحية، هو جذري وجدي، ولم يكن موجهاً ضد اي طرف مسيحي آخر، لا بل هو من اجل المسيحيين الذين يشعرون بتراجع حضورهم في المعادلات السياسية في المنطقة ولبنان. ولا يشكل هذا التحالف تجاوزاً للعائلات خصوصا في الاستحقاق البلدي، وهو يسعى لترييح الساحة المسيحية، لا ان يتسبب بأي نقزة لها».
ففي مدينة زحلة التي تتجه نحو معركة انتخابية في ظل الحديث عن تراجع امكانية التوافق الذي يجمع كل الاطراف السياسية والعائلية، وهي تنتظر بدء ظهور الاسماء المرشحة بشكل فعلي، فالمسؤول عن ملف الانتخابات البلدية في التيار الوطني الحر، النائب السابق المهندس سليم عون نفى موجة الشائعات التي يسوقها بعض المغرضين، عن ترشيح عون لهذا وذاك، وقال لـ«الديار» ان هذه الشائعات تستهدف وحدة المدينة كما تستهدف تحالف التيار والقوات، وهو مكلف بهذا الحلف داعياً الجميع الى التأكد حول صحة هذه الشائعات.
ويتابع عون انه اذا اعترضته معوقات يصعب عليه معالجتها، تحول الى العماد ميشال عون ليشرف عليها مباشرة، وعن لقاء رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف مع الجنرال عون يوم الثلاثاء الماضي، اوضح عون الذي حضر اللقاد، والذي وصفه بالودي، والتطابق في وجهات النظر في ما يخص عموميات المرحلة، لا سيما الانتخابات البلدية، ولم يتم التطرق للتفاصيل، المعروفة مسبقاً، فأكد العماد عون على دعوة ميريام سكاف للمشاركة بالتوافق الذي يجمع كل الاطراف السياسية في المدينة بمن فيهم النائب نقولا فتوش فلم تعط ميريام اي جواب اثناء اللقاء، لكنها عندما غادرت الرابية، رفضت التوافق في المدينة اذ كان آل فتوش احد اطرافه، واكد عون ان مهمته انجاح العلاقة مع القوات مع الحفاظ على تحالف التيار مع حزب الله وآل فتوش.
من جهة اخرى بدأ آل فتوش بتفعيل ماكينتهم الانتخابية لانهم هم اول من اعلنوا مرشحهم الذي يحظى باحترام في المدينة.
اوساط «الكتلة الشعبية»، تؤكد ان ميريام سكاف تتجه لتشكيل لائحة، بعدما رفضت الحصة التي عرضها عليها تحالف القوات – والتيار وفضلت المضي بمشروعها حتى لو كان محاطاً بعدة مخاطر، ولن تعلن عن اسماء لائحتها، قبل استكمال جولتها على المرجعيات السياسية، وقد التقت اليوم (امس) رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وتوقعت الاوساط ان يقول جعجع لميريام سكاف انه مع التوافق، «لكنني متحالف مع العماد عون»، كما وستلتقى ميريام سكاف يوم الجمعة رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، وفي الاسبوع المقبل سنلتقي نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم.
احد فاعليات المنطقة اكد حرصه على عائلة سكاف، لكنه لن يكون خارج الاجماع المسيحي، لذلك سيدعم تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وعلينا ان نحافظ على هذا التحالف ليس بسبب الانتخابات البلدية وغيرها، بل من اجل المساهمة في عودة الوهج المسيحي الى المعادلة السياسية اللبنانية، ورسم الشخصية المسيحية باستقلالية وبدون منة من احد.