IMLebanon

37 عاماً على أسر سكاف: سيرجع يوماً

قبل 37 عاماً، خرج الأسير يحيى سكاف، ابن بلدة بحنّين في قضاء المنية الشمالي، و12 من رفاقه الفدائيين بإمرة الشهيدة دلال المغربي، لتنفيذ عملية فدائية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان «عملية الشهيد كمال عدوان» الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي مع الشهيدين كمال ناصر وأبو يوسف النجار في بيروت. وتمكّن الفدائيون، في عملية جريئة، من احتجاز باص إسرائيلي على الطريق الساحلي بين حيفا وتل أبيب، وتمكّنوا من قتل 37 جندياً إسرائيلياً وجرح أكثر من 40. وأدت العملية إلى استشهاد أغلبية أفراد المجموعة الفدائية، باستثناء سكاف، الذي لا تزال عائلته تتمسك بأنه لا يزال حيّاً في إحدى زنازين السجون الإسرائيلية، مستندة في ذلك إلى مؤشرات عدّة تثبت صحّة اعتقادها .

ويرد شقيق الأسير، جمال سكاف، سبب رفض الإسرائيليين الاعتراف بأن يحيى لا يزال حيّاً، الى أنه «تسبّب ورفاقه الفدائيين، في عملية 11 آذار 1978، بإلحاق أكبر خسارة بشرية بهم في تاريخ العمليات الفدائية».

وتوثّق عائلة سكاف عدداً من المعطيات، تجعلها متمسكة بخيط أمل، تأمل العائلة من خلاله أن يعود «أبو جلال» يوماً، حيّاً أو رفاتاً. ومن هذه الوثائق، الصور التي التقطت يوم العملية، والتي تثبت أن يحيى أصيب بجروح واعتقل بعد ذلك، وأن من ألقى القبض عليه يومها لم يكن سوى رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك.

وثيقة صادرة عام 2000 عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تؤكد انه حيّ

وتستند عائلة سكاف أيضاً إلى شهادات أسرى محررين أكدوا أنهم التقوا سكاف في أحد السجون الإسرائيلية، إذ أكد الأسير الفلسطيني المحرر محمد أبو الرائد أنه التقى سكاف في سجن عسقلان عام 1983؛ وكذلك الأسير الفلسطيني المحرر خالد ياسين، الذي أكد أنه التقى سكاف في السجن نفسه عام 1987. وفي التاريخ القريب نسبياً، أفاد الأسير اللبناني المحرر إسماعيل حسين العائلة بأنه تعرّف إلى سكاف في أحد فروع المخابرات العسكرية الإسرائيلية عام 1998؛ وكذلك الأسير اللبناني المحرر جمال محروم الذي أكد بدوره وجود سكاف في السجون الإسرائيلية عام 1999.

وما يجعل عائلة سكاف تتمسك أكثر بأن ابنها لا يزال أسيراً لدى الإسرائيليين، استنادها إلى وثيقة صادرة عام 2000 عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت، تؤكد وجوده حيّاً في سجون إسرائيل، وإلى اتصال حاخامات يهود في أوستراليا بأصدقاء لجنة الأسير هناك عام 2012، وأبلغوهم أن سكاف « قتل الكثير من الإسرائيليين وجرح عدداً آخر، وأن على عائلته تقديم تعويضات مالية لعائلات القتلى والجرحى إذا أرادوا الحصول على معلومات تفيد عن مكان وجوده، وعن حالته الصحية، وإمكانية السماح لعائلته باللقاء به»، وفق ما يقول شقيقه جمال.

شهادات الأسرى المحرّرين، وبضعة خيوط أخرى، تحيي الأمل لدى عائلته بعودته إليها. وهي لم تنقطع منذ 37 سنة عن الاحتفال بعمليته الفدائية، لكنها منذ أعوام تكتفي بإقامة احتفال ضيق في منزل العائلة، يقتصر على إضاءة الشموع كما حصل أمس، بسبب الاحتقان السياسي والمذهبي الذي طغى في الأعوام الماضية على شمال لبنان، ما يجعل إقامة مهرجان سياسي وشعبي في المناسبة أمراً محفوفاً بالمخاطر، بعدما شهدت احتفالات سابقة إشكالات وتوترات أمنية، ما جعل العائلة تعزف عن إقامة أي نشاط واسع في المنية.

ولكن، حتى لا تمرّ الذكرى مرور الكرام، تحتفل العائلة بالمناسبة مرّة جديدة بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للأسرى والمحرّرين، بإقامة مهرجان بالمناسبة تضامناً مع سكاف ومع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، في معتقل الخيام الأحد المقبل، بعيداً عن بحنّين، وأقرب إلى فلسطين .