ما زال حتى الآن “بخيلاً جدًّا” وموسم التزلّج مهدّد
يقال إن “كانون فحل الشتاء” أي أنه في هذا الشّهر تتساقط الأمطار بغزارة. هذا المثل الشعبيّ لا ينطبق على كانون الأول الحالي الذي كان حتى الآن “بخيلًا جدًا” في كمية متساقطاته. ومع أن تحذيرات كثيرة نبّهت سابقاً من قساوة هذا الشّتاء، لم نرَ من قساوته إلا أحداثه السياسية المفاجئة وكان بعضها سارّاً، وأبرزها سقوط نظام بشار الأسد. وبالعودة إلى الطقس وأحواله، أوضح رئيس دائرة التّقديرات في مصلحة الأرصاد الجوّية في مطار بيروت الدولي عبد الرحمن زواوي أن المؤسسات العالمية للأرصاد الجوية لم تتحدث عن شتاء قارس، وكل ما حُكي حول هذا الموضوع في لبنان لم يكن دقيقاً.
وبالحديث عن ندرة الأمطار هذا العام، من المتوقع أن تخرق هذا الشّح بالمتساقطات، منخفضات جوّية في الأيام المقبلة، وعلى الرغم من أنها لن تكون قاسية إلا انها تبشّر بأن أجواء عيد الميلاد ستحمل لنا الخير. إذ وبحسب زواوي، سيبدأ الطقس بالتقلّب ابتداء من مساء السّبت المقبل. وستستمرّ المنخفضات الجوية لأيام عدة. أما عن سبب عدم زيارة المنخفضات الجوية لنا منذ فترة ملحوظة، فبيّن زواوي أن المنخفضات الجوية تأتي من وسط أوروبا باتجاه البحر المتوسط، ومنها إلى وسط أفريقيا لتصل إلى الشرق وهي في أنفاسها الأخيرة. أمّا الدّول المستفيدة من هذه المنخفضات فهي: إيطاليا, اليونان, ليبيا, وشمال مصر. كما أن المنخفضات الجوّية التي تأتي من جهة روسيا، فتعتبر بعيدة نسبياً عن لبنان. ولذلك لا ينال الأخير نصيباً جيداً من هذه الأمطار لأن الكتل الهوائية الباردة تسلك طريقاً طويلاً.
وعن خطورة هذا الأمر، لا بدّ من لفت النظر إلى الإنذار الذي وجّهته مؤسّسة مياه بيروت وجبل لبنان، منذ أيام إلى المواطنين، حيث أعلنت أنه نتيجة لضآلة المتساقطات ستضطر المؤسسة إلى اعتماد برنامج تقنينٍ قاسٍ في توزيع المياه، داعيةً المواطنين إلى أخذ العلم بضرورة ترشيد استهلاك المياه.
وتعليقًا على ذلك، اعتبر زواوي أن هذا البيان يظهر حجم المشكلة التي وقعنا فيها هذا العام، إذ إنه من النادر أن تصدر المؤسسة بيانات من هذا النوع. ومع ذلك, لا يخلو الطقس من المفاجآت، لأنه لا قاعدة ثابتة للأحوال الجوّية التي هي قابلة للتغيّر بأي لحظة. ويمكن أن تكون الأمطار المنتظرة ابتداء من الأسبوع المقبل حلاً لمشكلة الشحائح.
في انتظار فرج السماء، أثرت ندرة المتساقطات والثّلوج على موسم التّزلج الذي ينتظره اللّبنانيون عموماً، والمغتربون خصوصاً بفارغ الصبر. قد يخسر هذا الموسم فرصته الذهبية في حال تأخّر موسم الثلج إلى ما بعد عطل الأعياد لأن الأوان سيكون قد فات. في المقابل، طمأن زواوي إلى أن تأخّر موسم التزلج ليس أمراً مستغرباً ويحصل ذلك في بعض الأوقات.
إذاً، من المتوقّع أن يبدأ موسم التزلج بين أواخر كانون الثاني وشباط. وتعقد الآمال على نشاط المنخفضات الجوية في الأيام المقبلة، وعسى أن يحمل عيدا الميلاد ورأس السّنة الخير بكل أوجهه إلى لبنان.