IMLebanon

حنكة علم الدين أبعدت «مقصلة» طرابلس عن الميناء

الإرتياح الواضح على وجه رئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين ليس مردّه فقط فوز لائحته الإنتخابية بـ 17 عضواً من أصل 21، ما يعبّد الطريق أمامه للعودة إلى رئاسة البلدية مجدداً، وإنما لأن تمسكه برفض تدخل السياسيين في تشكيل لائحته جعله في منأى عن الصدمة التي أحدثها فوز اللائحة المدعومة من الوزير أشرف ريفي في طرابلس على لائحة التوافق المدعومة من أغلب القوى السياسية.

يقول علم الدين لـ»الأخبار»: «لم أدخل في لعبة السياسيين وكنت ضد توافقهم عليّ أو على غيري. رفضت منطق المحاصصة، وأعلنت ترشيحي قبل زيارة السياسيين لابلاغهم ذلك، بينما لم يترشح أي عضو على لائحة التوافق إلا بعدما نال موافقة هذا السياسي أو ذاك». ويخلص الى «أنني لو مشيت معهم لحصل معي ما حصل معهم»، مؤكداً «أنني لست تابعاً لأحد، على الرغم من أن علاقات جيدة تربطني بالجميع.

لم أسمح لهم بالتدخل في اختيار الأسماء، وفي المقابل لم أُدخل في اللائحة أسماء نافرة سياسياً، ولا حزبيين، باستثناء الجماعة الإسلامية بعدما قضت التسوية السياسية بإعطائها عضوا في طرابلس وآخر في الميناء، ولم أرد التسبّب في مشكلة».

عام 1963 خسرت لائحة الرئيس كرامي في الميناء برغم انه كان في أوج حضوره

يأسف علم الدين لعدم تمثيل الأقليات المسيحية والعلوية في المجلس البلدي لطرابلس، لافتاً الى «أنني حافظت على التمثيل المسيحي في كل الدورات الإنتخابية السابقة، وكان منصب نائب الرئيس من حصتهم دائماً».

وأشارت النتائج الأولية لانتخابات الميناء إلى فوز 4 أعضاء أرثوذكس بعدما خُرقت لائحة علم الدين بأربعة مرشحين من اللائحة المنافسة المدعومة من ريفي. علماً أن لائحة علم الدين ضمّت 5 أرثوذكس ومارونياً وأرمنياً. كما راعت خصوصية التمثيل العائلي التي كان لها دوماً تأثير كبير في أي إنتخابات بلدية شهدتها المدينة، بينما في طرابلس «لم يراعوا العائلات والمناطق الشعبية، فكانت الخسارة».

وللإشارة الى مدى التأثير العائلي في انتخابات الميناء، يعود علم الدين بالذاكرة إلى الانتخابات البلدية عام 1963، عندما «حصل تنافس بين لائحتين: الاولى دعمها الرئيس الراحل رشيد كرامي، والثانية كانت برئاسة رئيس البلدية الأسبق أحمد ممتاز كبارة الذي تحالف مع ممثلي العائلات والشيوعيين. ومع أن كرامي كان حينها في أوج حضوره وتأثيره السياسي، فإن لائحته خسرت بكاملها أمام لائحة كبارة لأنها تجاوزت العائلات ودورها وتأثيرها».

وعن خطته للسنوات الست المقبلة، يقول علم الدين: «هناك مشاريع كثيرة سنسعى الى تنفيذها، كما سنسعى الى إصلاح ما خُرِّب في السنوات الستّ الماضية بسبب التوافق السياسي والمحاصصة».