Site icon IMLebanon

«عامية» النفايات رسالة الى فريقي النزاع

لا شك بان فشل الطبقة السياسية بمختلف تلاوينها عن ادارة شؤون البلاد والعباد، ناهيك بادائها الذي اوغل في الفساد الى حد وصل فيه المواطنون الى حدود الكفر بكل شيء وسط الشلل الذي ضرب كافة المؤسسات من رأس الدولة حيث الشغور يتربع في قصر بعبدا، مروراً بالمجلس النيابي المغلق، اضافة الى حكومة لا يجمع مكوناتها الا الخلافات، وعجزها حتى عن معالجة ملف النفايات، جميع هذه الامور ولدت «عامية النفايات» اذا جاز التعبير التي صدمت جميع اللاعبين او معظمهم في فريق 8 و14 آذار، لا سيما وان تظاهرة السبت كانت جرس انذار لفريقي النزاع بان الشارع سيستعيد نفسه لتحقيق مطالب شعبية واجتماعية ملحة بعيداً عن الزعامات التقليدية والاقطاع السياسي الذي يستمد ماويته من التموضع في قبائل الطوائف والمناطق، وسط اهتمام خارجي عز نظيره بالمجريات وفق الاوساط المواكبة مع تشديد السفير الاميركي ديفيد هيل لدى جولته على المسؤولين على عدم قمع التحرك الشعبي كما حصل مع التظاهرة الاولى، ما يشير الى ان الدول الكبرى ليست بعيدة عن المجريات، وربما «عامية النفايات» قد تعيد تحريك المستنقع السياسي بشكل تصاعدي قد تكون احدى نتائجه فرض انتخاب رئيس للجمهورية كون الشغور يلعب الدور البارز في تعطيل المجلس النيابي وشلّ الحكومة.

وتضيف الاوساط ان جهات خارجية معنية بعمق بالملف اللبناني لعبت دوراً خفياً وبعيداً عن الاضواء وتقف خلف «العامية» لتوجيه رسائل قوية الى طرفي النزاع على الساحة المحلية بهدف ترتيب الداخل اللبناني قبل ان يصنف لبنان دولة فاشلة، وربما هذا الامر اعتلمه الجنرال ميشال عون الذي اعلن ان «العامية» «سرقت» شعاراته داعياً انصاره للتظاهر يوم الجمعة القادم، ما يستوجب طرح السؤال هل تؤدي «عامية النفايات» الى انجاز الاستحقاق الرئاسي وهو مطلب اولي لدى المتظاهرين.

وتشير الاوساط الى ان الخريف الذي بات على الابواب قد يكون موعداً لنضوج الطبق الرئاسي لا سيما وان الاوضاع السورية التي كانت موضع تجاذب اميركي ـ روسي باتت مع وضع تفاهم بين الطرفين الدوليين بعدما اشعلت الادارة الاميركية الحديقة الخلفية لموسكو ربما في سبيل الحصول على تنازلات روسية في سوريا من خلال مقايضتها بالمجريات الاوكرانية.

وتقول الاوساط ان الادارة الاميركية كان سبق لها جسّ النبض حول الشخصيات المحتملة لاشغال الكرسي الاولى منذ تشرين الثاني الماضي حيث اجتمع وفد من الكونغرس الاميركي مع بعض النخب السياسية اللبنانية في فندق الماريوت على البحر الميت لاستطلاع الآراء حول اسماء بعض الطامحين للكرسي الاولى ومن ثم زار وفد لبناني ضم بعض النخب المذكورة واشنطن في شباط الماضي بناء على دعوة تلقوها من وزير الخارجية الاميركي جون كيري للبحث في ملف الرئاسة اللبنانية، وعاد الوفد بتصور ان الادارة الاميركية لديها خيارات عدة من خلال تقسيم المرشحين الى فئات يأتي في طليعتهم الاقطاب الموارنة ويليهم التكنوقراط ثم التقليديون، ويبدو وفق المراقبين ان الادارة الاميركية لا تضع «فيتو» على اي مرشح وان جولات السفير الاميركي دايفيد هيل على السياسيين تأتي من باب الاستماع وليس التسويق لأحد في عملية جوجلة يتقنها صناع القرار في البيت الابيض.

وتشير الاوساط الى ان واشنطن تراقب الامور عن كثب لا سيما وان باريس والفاتيكان شريكان في الطبق الرئاسي وان الحاضرة البابوية تدعم مرشحاً قريباً جداً منها لا بل يعتبر عين واذن الفاتيكان في لبنان والشرق وهو وزير تكنوقراطي سابق وان بعض المطارنة الموارنة باتوا يتبادلون اسمه علانية، في الوقت الذي يكذب فيه بعض المراقبين ان واشنطن تسعى الى تسويق الجنرال ميشال عون.

وتضيف الاوساط ان واشنطن التي لا زالت في موقع المراوحة حيال الطامحين للوصول الى بعبدا لا تغفل المواقف السعودية الايرانية من الاستحقاق المذكور، وان جهوداً تبذل في الاروقة الدولية لانهاء زمن الجليد بين طهران والرياض وان سلطنة عمان تلعب دوراً كبيراً لفتح قنوات التواصل بين الطرفين وان بداية الانفتاح بينهما ستترجم نتائجه في لبنان على صعيد الاستحقاق الرئاسي وصولاً الى التفاهم لاحقاً على كافة الملفات الساخنة في المنطقة من اليمن وصولاً الى سوريا.