ما لم يكن في إمكان العراسلة قوله علناً، عبّروا عنه بوضوح في صناديق الاقتراع: عرسال المغلوب على أمرها تريد التغيير بعدما أنهكتها متاجرة تيار المستقبل بها، وتسلّط رئيس البلدية السابق علي الحجيري (أبو عجينة) عليها، واحتلال العصابات التكفيرية لها.
بنسبة اقتراع فاقت 54%، وفي أجواء انتخابية هادئة في «المنطقة الخضراء»، في محلة راس السرج، أطاح العراسلة أول من أمس تيار المستقبل ورموزه في البلدة. منحت عرسال تيار «كبّر وعمّر» صفراً، بعدما اقترعت للائحة «عرسال تجمعنا» التي حصدت 20 مقعداً من 21. فيما خسرت اللائحتان المدعومتان من المستقبل، «الحزم» برئاسة «أبو عجينة» و»عرسال أولاً» التي شكلها حسين رشيد الحجيري. وسُجل خرق وحيد للمرشح محمد علي الحجيري (يقطن في بلدة اللبوة المجاورة) من لائحة «عرسال أولاً». وفي الانتخابات الاختيارية، خسر المختاران المحسوبان على المستقبل سعد الدين كرنبي ومحمد علي الحجيري (شقيق الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية»).
وقال أحد فعاليات البلدة في اتصال مع «الأخبار» إن المستقبل «تلقى صفعة تعبّر عن حنق أبناء البلدة من الواقع المرير الذي وصلوا إليه اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً نتيجة سياسة رئيس البلدية التابعة للتيار، ومن «تخلي الدولة التي يعدّون أنفسهم فيها أقطاباً عنا» .
الخسارة المدوّية قد تطيح، بحسب مصادر عرسالية، أفراداً في مكتب تيار المستقبل في البلدة. علماً أن الرئيس سعد الحريري أخفق شخصياً في مساعيه لدمج لائحتي «الحزم» و»عرسال أولاً»، وهو كان قد استدعى «أبو عجينة» إلى بيروت واجتمع معه، وأوعز إلى ممثله في البلدة أحمد رباح بمواصلة المساعي لمواجهة لائحة «عرسال تجمعنا». إلا أن «عرسال أولاً» رفضت حتى انضمام «أبو عجينة» بمفرده إليها بسبب الغضب الشعبي الواضح عليه وخشية أن ينعكس انضمامه سلباً. مصادر عرسالية أكّدت أن الغضب الشعبي لا ينحصر في «أبو عجينة»، بل «في كل سياسة المستقبل في بلدتنا». ولفتت إلى أن من الأسباب التي دفعت العراسلة إلى الاقتراع للائحة العائلات «عرسال تجمعنا»، هو اتضاح دعم التيار الأزرق للائحتين المقابلتين.
وهاجم «أبو عجينة» مراراً في الأيام الماضية لائحة «عرسال تجمعنا»، واتهمها بأنها تضم مقربين من حزب الله. وعزت المصادر ذلك إلى أنه يدرك «طموح العراسلة إلى التغيير بسبب سوء أدائه»، سواء على المستوى الإداري والخدماتي، أو في ما خص إدارة ملف النازحين السوريين، الذي لم يوله «الاهتمام الكافي، لتصل الأمور إلى حد الفلتان على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية».
وأكّدت مصادر في اللائحة الفائزة لـ»الأخبار» أن مرشحي «عرسال أولاً» «ليسوا أغراباً، بل هم من أطياف البلدة المتنوعة، ومن بينهم مستقلون وشيوعيون وناصريون، انتخبهم الأهالي لإعادة الدولة ووزاراتها إلى عرسال، وإعادة عرسال إلى محيطها الذي تربطها به علاقات تاريخية اجتماعية وعائلية، مع إدارة منظمة لملف الإخوة السوريين».