حطّ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في موسكو في زيارة خاطفة ومفاجئة في توقيتها ومغزاها.
ليست المرة الأولى التي يزور فيها فرنجية موسكو، وقد نجح الرجل في إبرام علاقة جيدة مع الروس منذ مدّة وتكللت بعدّة زيارات قام بها إلى العاصمة الروسية.
وعلى رغم مواقفه السياسية التي لا تعجب عدداً من اللبنانيين، إلا أن فرنجية يتميز بالصراحة والوضوح، لذلك فإنه يُشكّل محطّ ثقة عند عدد من القوى السياسية وعدد من الدول الفاعلة في الملف اللبناني.
وبالعودة إلى زيارة فرنجية الروسية، فإن نجله النائب طوني فرنجية عمل على التحضير لها منذ أكثر من أسبوعين، وقد نسّقها مع السفير الروسي في لبنان ألكسندر رداكوف ونجح في ترتيب جدول أعمال سريع وخاطف.
وفي التفاصيل، فقد قام فرنجية بزيارة سريعة إلى موسكو إستمرّت نحو 24 ساعة وقد توّجها بلقاء وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي يمثّل رأس الدبلوماسية الروسية، وقد جرى خلال اللقاء عرض لموضوع الساعة، أي الحرب الروسية ـ الأوكرانية، حيث كان تأكيد من لافروف وكل من التقاهم أن موسكو لن توقف الحرب قبل تحقيق مطالبها وعلى رأسها حماية أمنها واستقرارها وعدم السماح بأن تكون أوكرانيا قاعدة لحلف «الناتو». وفي الملف اللبناني، سمع فرنجية الكلام الإيجابي عن لبنان، حيث أكد الروس تمسكهم بإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها وعدم السماح بتأجيلها، وكانت هناك دعوة صريحة لكي يحل اللبنانيون مشكلاتهم بأنفسهم والدول الكبرى تدعمهم، خصوصاً وأن أمن لبنان واستقراره مهمان جداً بالنسبة إلى موسكو، لأن أي خضة أمنية تؤثّر على وجودهم العسكري في سوريا.
أما بالنسبة إلى الشق الداخلي الخاص، فقد خرج فرنجية مرتاحاً من لقاءاته، لكن الجديد ما كشف عنه في موسكو وهو أن وضعه الداخلي جيد جداً، وقد لمّح إلى انه أخذ الدعم الكافي من فريقه السياسي وعلى رأسه «حزب الله» بأنه سيكون هو المرشح الرئاسي للفريق في انتخابات الرئاسة المقبلة وليس رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل، لأن الجميع ومن ضمنهم «الحزب» يعلم جيداً أن باسيل غير مقبول ولا يريدون أن يدخلوا في المواجهة من أجله، ولذلك سيدعمون ترشيحه هو.
وكان لافتاً خلال الزيارة إهتمام مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان بفرنجية في موسكو، ما يدل على أن الحريري يعمل من أجل تسويق إسم فرنجية في عواصم القرار، علماً ان الحريري قام بالمجهود ذاته عندما رشّح فرنجية للرئاسة في خريف 2 وبعد حصول فرنجية على الدعم الرئاسي من «حزب الله» فإنه سيقوم بجولة على عواصم القرار من أجل تسويق اسمه، وقد أراد هذه الجولة أن تبدأ من موسكو التي لم تُعطِ أي وعود رئاسية وهي تؤيد ما يتّفق عليه اللبنانيون.
إذاً، فإن الدول الكبرى تؤكد أن الأساس حالياً هو الحفاظ على الاستقرار وإجراء الإنتخابات النيابية وبعدها لكل حادث حديث خصوصاً في ملف الرئاسة.