IMLebanon

حلفاء فرنجية يكرّسون دوره السياسي للمرحلة المقبلة حزب الله قلق من مواقف باسيل 

 

 

فتحت الزيارة التي قام بها رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب تيمور جنبلاط أول من أمس إلى بنشعي، من أجل لقاء رئيس “تيار المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، الباب أمام طرح الكثير من علامات الاستفهام حول الرغبة في تكريس مركزية دور فرنجية على المستوى السياسي في المرحلة المراهنة، خصوصاً أن رئيس “تيار المردة” كان قد أدى دوراً أساسياً في المخرج الذي تم التوصل إليه في مسار التمديد لولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون.

 

في هذا السياق، بات من المسلم به أن موقف فرنجية، الذي كان على مأدبة عشاء جوزاف عون قبل يوم واحد من إقرار قانون التمديد، كان عاملاً أساسياً في نقل ملف التمديد إلى مجلس النواب، على اعتبار أنه رفض أن يمر ذلك في مجلس الوزراء، بينما صوتت الكتلة النيابية التي تدور في فلكه لمصلحة القانون. أما اليوم فهو، على ما يبدو، سيؤدي دوراً أساسياً في ملف استكمال التعيينات العسكرية، نظراً إلى أن إمرار هذه التعيينات في حكومة تصريف الاعمال يتطلب مشاركة وزيريه، وبالتالي الوقوف عند “خاطره” من قبل “الاشتراكي”.

 

من هنا، يمكن فهم الزيارة التي قام بها جنبلاط إلى بنشعي، على اعتبار أن “الاشتراكي” هو من أبرز الساعين إلى إقرار هذه التعيينات العسكرية داخل الحكومة بداية العام المقبل، لكن في المقابل هناك من يعتبر أن تكريس مرجعية فرنجية في هذا التوقيت تأتي بقرار من حلفائه، الذين كانوا قد عمدوا إلى توجيه أكثر من رسالة غير مباشرة إلى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، تصب في إطار أن سلوكه يعزز فرص قائد الجيش الرئاسية.

 

لا تعني زيارة “الاشتراكي” الى فرنجية أي أمر في الشان الرئاسي، فالموضوع لم يُطرح للبحث وموقف “الاشتراكي” بملف الرئاسة لم يتغير ما دام لم تتغير مواقف القوى الأخرى، ولكن في هذا المجال، لم يكن تفصيلاً أن يتعزز الحديث في الأيام التي تلت التمديد لعون، بالرغم من معارضة باسيل الشرسة، عن أن ما حصل في ملف التمديد من الممكن أن يتكرر رئاسياً، مع توجيه الدعوة إلى رئيس “التيار الوطني الحر” إلى التنبه الى هذا الأمر، على قاعدة أن سلوكه هو الذي قاد إلى هذا الواقع، فحلفاء باسيل وعلى رأسهم حزب الله يعتبرون أن تصرفات باسيل وقراراته ساهمت في التمديد لعون عبر المجلس النيابي، بينما كان من الممكن وأفضل له لو سار ببعض اقتراحات الحزب حكومياً.

 

يخشى حزب الله من استمرار باسيل  بالتصرفات نفسها التي تضره وحلفاءه قبل أي أحد آخر، مع ضرورة الإشارة هنا الى أن الملف الرئاسي وإن كان مرتبطاً بمواقف القوى الداخلية بشكل أو بآخر، إلا أنه متعلقاً بما يجري في الخارج والتسويات التي قد تُرسم، لذلك كان حزب الله ولا يزال من أبرز الداعين لاصلاح علاقة رئيس “التيار الوطني الحر” ورئيس “تيار المردة”، لان هذه العلاقة قد تكون المدخل الأبرز لوصول فرنجية الى بعبدا.