Site icon IMLebanon

حظوظ فرنجية “الرئاسية” تتراجع… أخطاء “مؤجّلة مكرّرة”

 

 

تتصاعد وتيرة الإهتمام بالإستحقاق الرئاسي على بُعد أيام من الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، وهذا الإهتمام يتوزّع بين الداخل والخارج.

 

تنتظر المنطقة ومعها لبنان نتائج المحادثات الأميركية – الإيرانية لمعرفة مدى انعكاسها على الملفات المطروحة والشائكة، ويأمل اللبنانيون أن يؤدّي هذا الإتفاق، لو تمّ، إلى تهدئة الساحة وعدم بيع واشنطن لبنان إلى طهران مثلما باعته سابقاً إلى دمشق.

 

وتؤكّد المعطيات أن معظم المرشحين للرئاسة يتريّثون ريثما تتظهّر نتائج المحادثات حول الملف النووي، وحده رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية يحاول التصرّف وكأنه المرشّح شبه الوحيد في هذا الإستحقاق متّكلاً على دعم قد يأتيه من «حزب الله» ويتكرّر سيناريو انتخاب الرئيس نبيه برّي والياس بوصعب.

 

يدخل فرنجية هذا الإستحقاق وقد خسر عدداً من أوراق القوة، وأبرزها خروجه من نادي الزعماء الموارنة بعدما فاز بنائب يتيم في زغرتا في الإنتخابات النيابية الأخيرة، أما نقطة الضعف الثانية فتتمثّل بخروج الرئيس سعد الحريري من اللعبة السياسية والذي رشّح فرنجية في خريف 2015، في حين أن الضعف الأساسي يبقى في انتمائه إلى محور «الممانعة» ودعمه سياسات «حزب الله».

 

وفي السياق، فإن فرنجية إذا كان يريد الوصول إلى قصر بعبدا فإنه يكرّر غلطة 2015، ففي تلك الفترة بات فرنجية على بعد أمتار قليلة من بلوغ الرئاسة بعدما أمّن دعم كل من الحريري وبري والنائب السابق وليد جنبلاط، وعندما سألوه كيف ستُقنع كلاً من «التيار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» بالسير بترشيحك أجاب: «كل مين يقنع حلفاءه»، أي أن الحريري عليه إقناع «القوات» و»حزب الله» تقع على عاتقه مسؤولية إقناع «التيار الوطني الحرّ».

 

وما زاد من خسارة فرنجية للنقاط هو عدم قيامه بأي مبادرة تجاه القوى الفاعلة وعلى رأسها المسيحية، واعتبر أنه يملك 74 صوتاً فكيف ينسحب لمن يملك 40 صوتاً، أي العماد ميشال عون، فكانت النتيجة بتوقيع «إتفاق معراب» وخسارة فرنجية الرئاسة بسبب اتكاله على الحريري و»حزب الله».

 

ولا يستطيع فرنجية اليوم إذا كان يريد الوصول إلى الرئاسة الإتكال فقط على عضلات «حزب الله»، فقرار «الحزب» مرتبط بإيران حكماً، وإذا كانت مصلحة طهران تقضي بوصول مرشح توافقي فإنها بالطبع ستضحّي بحلفائها في لبنان، في حين أن مهمة إقناع حليفه في محور «الممانعة» رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل ليست بسهلة.

 

وعلى رغم إدراك باسيل أن لا حظوظ رئاسية له، إلا أنه لن يسلّم الرئاسة على «طبق من فضة» لفرنجية، ولن تكفي أحلام فرنجية بضغط «الحزب» لسير باسيل بترشيحه، فلا يستطيع فرنجية الوصول إلى الرئاسة وهو رأس حربة في محور «الممانعة» ويؤيد «الدويلة» وعلى عداء مع أكبر كتلتين مسيحيتين في المجلس.

 

ومن جهة ثانية، فإن «القوات» اتخذت قرارها بعدم تأييد أحد من فريق 8 آذار للرئاسة وستستعمل كل الوسائل الدستورية لتحقيق ذلك، لكن فرنجية الذي صالح جعجع في 14 تشرين الثاني 2018 طاوياً صفحة الصدام المسيحي الشمالي لم يعمل على توطيد علاقته مع «القوات» حتى لو لم تؤيده رئاسياً، بل اكتفى بأنه حليف «حزب الله» وقد يدعمه «الحزب».

 

إذاً، وبنتيجة التوازنات القائمة، فإن فرصة وصول فرنجية للرئاسة تراجعت بشكل كبير، والبحث يجري عن رئيس توافقي.