Site icon IMLebanon

في لقاء نصرالله- باسيل: إستحضار لـ “جَبَلَين” لم يطعنا المقاومة

 

باسيل عن “الرئاسة”: فرنجية جزء من ترويكا تستطيع أن تعود وتتحكّم به

 

اسدل رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الستارة عن ولاية استمرت ست سنوات مع كل ما رافقها من اخفاقات بملفات عدة وانجازات يتصدرها الترسيم، فغادر القصر الجمهوري في 30 تشرين الاول 2022، قبل يوم واحد من انتهاء الولاية الرسمية، محصّنا بحاضنة شعبية جددت الشرعية والثقة بميشال عون وشكلت سابقة في تاريخ الجمهورية اللبنانية.

 

غادر الرئيس ميشال عون على “صخب وضجة هتافات المناصرين”، باتجاه الرابية مسلما الفراغ قائدا صامتا لمرحلة، يبدو انها لن تكون قصيرة.

 

فبعد 31 تشرين الاول 2022 لن يكون كما قبله، بعدما فتح الفراغ المشهد السياسي المقبل على مرحلة جديدة، مشرّعة الابواب على كل الاحتمالات والتحديات، وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي الذي يدور حتى اللحظة بحلقة مفرغة لم يكسر جليدها الا لقاء جمع مساء الخميس امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بقي محاطا بتكتم كبير حول مضمونه، الى ان كشف باسيل يوم الثلاثاء جزءا بسيطا مما طرح خلال الاجتماع، معلنا خلال مقابلة تلفزيونية بان السيد نصر الله قدم خلال اللقاء فكرة استراتيجية بان لديه ثقة به، اي بباسيل وبسليمان فرنجية من دون ان يطلب منه شيئا.

 

وفيما “حرق” باسيل اوراق فرنجية، قاطعا له الطريق امام امكان دعمه لترشيحه، مع الاشارة الى ان رئيس “تيار المردة” لم يعلنها صراحة بعد انه مرشح، ولم يطلب دعم احد حتى الساعة، قالها باسيل: “عدم تأييدنا لفرنجية معروف من الاساس”.

 

وفيما كان الجميع يترقب ما اذا كان باسيل عدل عن رأيه باتجاه الترشح للرئاسة، حسمها رئيس التيار معلنا: “انا أذكى من اني اعمل هيك”، ولو انه ترك شعرة معاوية عندما سئل ما اذا كان جوابه نهائيا ولن يتبدل، عندها رد باسيل بالقول: “حدا بينهي حالو”.

 

على اي حال، اعاد كلام باسيل امس خلط بعض الاوراق الرئاسية، لاسيما بعدما بات معروفا بان “امل” وحزب الله يفضلان ان يصل سليمان فرنجية لسدة الرئاسة، فهل حسمها باسيل امام السيد نصر الله؟ وماذا في اطباق اللقاء الطويل الذي استمر، بحسب المعلومات، 6 ساعات ؟

 

معلومات خاصة بـ “الديار” تكشف بان لقاء السيّد – باسيل، تخلله نقاش صريح وكلام بلا قفازات، فامين عام حزب الله المعروف عنه تهذيبه ولياقته وديبلوماسيته البالغة، لم يحسم اية نقطة لكنه صارح باسيل، بحسب ما نقله بعض الاوساط الموثوقة، بانه ليس خائفا على المقاومة ولا “يطلب المساعدة من احد”، لكن ما يهمه هو وصول رئيس “لا يطعن المقاومة بالظهر”، وتابع السيد متوجها لباسيل بصراحته المعهودة، ودائما بحسب الاوساط: “في السابق كان هناك جبلان فقط لم تُطعَن المقاومة منهما، وهما الرئيسان ميشال عون واميل لحود، اما اليوم وفي الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد،هناك ايضا اثنان نثق بهما و”فيي درلون ضهري”، بما معناه يمكن الوثوق بهما عالعميانة، هما انتَ (اي باسيل) و سليمان فرنجية.

 

ونقلت الاوساط عن السيد نصر الله قوله لباسيل : “انت تقول واسمع بانك لا تريد الترشح وبان الظرف غير مناسب، وبهذه الحالة يبقى امامنا سليمان فرنجية”.

 

هنا رد باسيل بعدما كان مستمعا دقيقا لكل كلمة يقولها السيد، وكما نقل مطلعون: “انت على حق، فاذا كنت انا مكانك افكر بالطريقة ذاتها التي تفكر بها راهنا، وبوجوب الاتيان برئيس يحمي ظهر المقاومة ولا يطعنها، لكن اريد منك ان تتفهم ظرفي امام من امثلهم من جمهور التيار والمسيحيين، اذ لا استطيع ان اقدم لهم نموذجا رئاسيا كسليمان فرنجية، لاسيما ان رؤيتي ومقاربتي لمختلف الملفات المطروحة راهنا تختلف لا بل تناقض رؤية ومقاربة فرنجية، فهو اي سليمان فرنجية يعتبر جزءا من ترويكا تستطيع ان تعود وتتحكم به، اضف الى ذلك انه لا يملك برصيده الا نائب واحد”.

 

واكمل باسيل مصارحا السيد : “لا يمكنني ان اسير بفرنجية، وسأخسر من رصيدي داخل جمهور التيار اذا سرتُ به، وهذا يضرني شخصيا”.

 

امام هذه المبررات التي ساقها باسيل، لم يقدم السيد نصر الله اي رد او تعليق حاسم، ويقول مصدر موثوق: السيد لبق ويكون مستمعا حتى النهاية دون ان يفرض شيئا”، ليؤكد بان السيد نصر الله لم يطلب اي شيء معين، ولم يطرح اسما ثالثا على مسمع باسيل. وانتهى اللقاء بحسب المعلومات بالاتفاق على استمرار التواصل و”انشالله للبحث صلة”.

 

وفيما غاب اسم قائد الجيش عن اجتماع السيد نصر الله – باسيل، جزمت اوساط موثوقة بان الاسم لم يطرح خلال اللقاء، وقالت ممازحة ولكن برسالة واضحة : لعل النقطة الوحيدة التي يتفق عليها باسيل وبري هي: لا تعديل دستوريا لتسهيل وصول اي شخصية بمن فيها قائد الجيش لسدة الرئاسة.

 

وعليه، وبعدما خرج باسيل في مقابلته الاخيرة بطرح التوافق مع فرنجية وغيره من الفرقاء على شخصية توافقية ثالثة، هل من لقاء يعمل على ترتيبه بمعيّة السيد نصر الله الذي اعتاد عليه الحلفاء حليفا وفيا صادقا، العالق اليوم بين فكّي باسيل وفرنجية، فيجمع رئيس التيار جبران باسيل بفرنجية ؟ تجيب اوساط مطلعة: مع المقاربة والطرح الذي ارساه باسيل بالاتفاق على شخصية ثالثة توافقية، من الصعب ان يقبل فرنجية باللقاء”.

 

وعما اذا كان الفراغ سيطول او انه كما يقول البعض سيكون محصورا ببضعة اشهر، تقول الاوساط: “القصة فيا نطرة ومش بهالسلاسة”!