IMLebanon

فرنجيه توافقي؟

 

 

 

«جوجل» المرشد الأعلى أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية، و»غوغلهم» ليطّلع على سيِرهم الذاتية وكفاءاتهم العلمية وسجلّاتهم الوظيفية وأعوام خبراتهم ودول إتصالاتهم، دقق وفتّش عن مرشّح تتوافر فيه، عدا مؤهلاته، معايير الرئيس التوافقي القادر على الجمع لا على القسمة فلم يجد سوى النائب السابق سليمان فرنجيه. صديق جيراننا آل الأسد وابن الخط البار. والصديق الصدوق الصادق الصريح والواضح .

 

فرنجيه إكتشاف. لم يخطر قبلاً على بال أحد. مرشّح توافقي بامتياز. وميشال معوّض مرشح تحدٍّ. فرنجيه سياديّ حرّ ومعوّض تابع ومقيّد. قرار فرنجيه ينبع من بحيرة بنشعي وقرار معوّض في واشنطن دي سي.

 

ليس في بال السيّد سوى فرنجيه كخيار توافقي أول وثانٍ وثالث وأخير. وليس في بال «الإستيذ» إلّا ما يقوله السيّد. وما الهدف من الحوار الجهيض حول الرئيس التوافقي، سوى لملمة الأصوات التائهة: صوت نائب من عكار وصوت نائب من بيروت. صوت من الضنيّه. صوت من المشرّفية. صوت من الكونغو الديمقراطية. بأصوات نواب آخر زمن يطبش الميزان العددي لمصلحة زعيم تيار المردة العابر للقارات الثلاث: قارة غوسطا وقارة زغرتا التحتا وقارة أوقيانيا.

 

التوافقية جاكيت «دوبل فاس». أيضاً تُلبس كـ «جيليه» ربيعية أو كمعطف شتوي، أو كسترة خريفية حتى أنها صالحة لمشوار بحر.

 

التوافقية لكل الفصول.

 

التوافقية تُفصّل فستاناً لتحت الركبة بكتير، أو إلى ما فوق الركبتين بكثير، وأكثر من الكثير بكتير.

 

التوافقية حمّالة أوجه وصدور وتُرضي كافة الأذواق.

 

التوافقية تعني عدم طعن المقاومة الإسلامية في الظهر كما تعني عدم طعن الدولة في البطن.

 

بالإذن من الأخ المناضل البرت أنشتاين. التوافقية اللبنانية هي التجسيد الحيّ للنسبية. أنا أراها بطريقة. ومعلم هاغوب يراها بطريقة مختلفة. ومعلم شلّيطا يخالف كلينا.

 

وبالإذن من الشيف أنطوان يحتاج إنضاج فكرة الرئيس التوافقي إلى وقت كافٍ. بين العامين والثلاثة وليس أكثر. يوضع في خلالها الناخبون على نار خفيفة حتى «ينهنهوا» كصف «المقادم» تحت جبل ورق عريش بلحمة. التجربة الأخيرة خير برهان. سنتان ونصف من الضغط والإبتزاز وحرق الأصابع كانت كافية لاقتناع أكثرية النواب اللبنانيين بأن الجنرال منتج توافقي. جرِّبوه. التسويق لـ «مسحوق الجلي والغسيل» كالتسويق للرئيس المُتوافق عليه. أكان فرنجيه أو باسيل أو «برسيل».

 

وحتى الساعة يبدو أن أشد المتحمّسين لانتخاب رئيس توافقي، هم أعضاء مصلحة تشخيص النظام. وأب النظام وإم النظام وأخت هالنظام!