Site icon IMLebanon

فرنسا مع “الحزب” و”الحزب” مع فرنجية

 

 

 

يريد «حزب الله» في شكل واضح، أن يفرض مرشّحه لرئاسة الجمهورية كائناً من كان، على كلّ اللبنانيين وإيصاله إلى قصر بعبدا بكلّ الوسائل المتاحة، ولكن المشكلة تبقى الآن من هو المرشح الذي سيتبناه «الحزب». ما زال «حزب الله» يعطي فرصة لمرشّحيه النائب جبران باسيل ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية كي يتوافقا على من سيكون الرئيس، علماً أنّ «الحزب» قد حسم خياره في اتجاه فرنجية لاعتبارٍ واحدٍ فقط، وهو أنّه لا يريد هذه المرة أن يختلف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولذلك سيتبنى فرنجية بدلاً من باسيل.

 

من الواضح أنّ «حزب الله» وبحسب ما يُنقل عن قياداته أنّه أعطى مهلةً لباسيل وفرنجية كي يتوافقا، وهي في الحقيقة مهلة كي يسلّم باسيل بالأمر الواقع لصالح فرنجية تلقائياً، ويشير البعض إلى أنّ هذه المهلة شارفت على نهايتها ولكن البعض الآخر يقول إنّها قد تمتد حتى شهر آذار المقبل، وفي حال لم يسلّم باسيل بقرار «الحزب» غير المعلن حتى الساعة بترشيح فرنجية عندها سيلجأ إلى آخر الدواء وهو الكي ويعلن قراره ملزماً كل حلفائه به بوسيلة أو بأخرى.

 

ويقول متابعون لتحرّك «حزب الله» إنّ إلزام حلفاء «الحزب» وفي مقدّمهم «التيار الوطني الحر» بقرار ترشيح فرنجية وتأييده هو حركة استراتيجية لا يمكن التهاون أو التخلي عنها، فهذا التأييد من قبل الحلفاء سيعطي «الحزب» حريةً مطلقةً في التحرّك تجاه بعض خصومه كي يفرض عليهم تبني فرنجية مرشحاً ورئيساً، ويعتقد «الحزب» في هذا المجال أنّ «الحزب التقدمي الإشتراكي» سيكون اللقمة السائغة الأولى التي ستسقط في فمه، ثم يأتي «تكتل الاعتدال الوطني» فيسقط أيضاً وسط شائعات تتردد عن أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يدفع هذا «التكتل» عن طريق النائب السابق هادي حبيش، باتجاه تأييد أي مرشحٍ لا يتبناه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حتى ولو كان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل. أمّا الجهة الثالثة التي ستسقط بين فكّيْ «حزب الله» فستكون نواباً سنّة من بيروت ونواباً مستقلين ليتحقق له بذلك جمع 86 نائباً من دون خشية من التعطيل إضافةً إلى تأمين انتخاب فرنجية ربّما من الدورة الأولى.

 

لا يعتمد «الحزب» في كل السيناريو هذا على نفسه فقط، بل إنّ فرنسا وبالتحديد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يساعده في ذلك على الرغم من كل التحفظات السعودية والأميركية، وعندما يُسأل الفرنسيون عن ذلك يجيبون بالسؤال التالي: هل يمكن انتخاب رئيس من دون الاتفاق مع «حزب الله»؟