Site icon IMLebanon

فرنجية في بكركي بعد باريس: إجابة على الهواجس ورسائل للداخل والخارج 

 

 

لا يزال الثنائي الشيعي يتمسّك بدعم ترشيح رئيس «تيّار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، في ظلّ عدم موافقة الكتلتين المسيحيتين الكبريين أي «لبنان القوي» و»الجمهورية القوية» حتى الساعة على انتخابه، أو على الأقلّ على تأمين النصاب القانوني لانتخابه في الدورة الثانية من الجلسة الانتخابية. وبعد حَراك فرنجية في فرنسا، يتحرّك داخلياً لتأمين أصوات بعض النوّاب المسيحيين لتأمين وصوله الى قصر بعبدا، سيما أنّه أُبلغ في باريس بأنّ عليه تأمين التوافق الداخلي على اسمه، لا سيما من الكتل المسيحية، لكي تتمّ الموافقة على انتخابه خارجياً. وأتت زيارته الثانية أمس الى بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لتصبّ في إطار التشاور وتبادل المعلومات بالملف الرئاسي. ووُصفت بأنّها طرحت رؤية فرنجية للمرحلة المقبلة في حال انتخب رئيساً للبلاد، لا سيما بالنسبة لسلاح حزب الله، كما لعلاقة لبنان مع الدول العربية ، لا سيما الخليجية منها وخصوصاً السعودية… ولعلاقته مع الحكومة الجديدة وسائر الأطراف المسيحية.

 

مصادر سياسية متابعة أكّدت أنّ زيارة فرنجية الى بكركي إيجابية في هذه المرحلة بالذات، التي لا تشهد أي تطوّر في ملف الرئاسة، رغم الحَراك الخارجي والاتصالات الداخلية وخلوة بيت عنيا الأخيرة، التي لم تُفضِ الى أي توافق مسيحي. ففرنسا من بين الدول الخمس المهتمّة بالشأن اللبناني، تنشط أكثر من الدول الأخرى لكي يُنتخب رئيس الجمهورية في لبنان في حزيران المقبل، وليس أبعد من ذلك إذ ينتظره والحكومة التي ستُشكّل بعد انتخابه، عملاً مضنياً لناحية تحقيق الإصلاحات وإيجاد الحلول لمختلف الأزمات التي تعيشها البلاد.

 

وذكرت المصادر بأنّ فرنجية الذي لم يُعلن ترشيحه الرسمي حتى الآن، رغم تبنّي الثنائي الشيعي لترشّحه، يتخذ من إطلالته في بكركي للمرة الثانية منبراً لإيصال أفكاره وتوضيح وجهة نظره المستقبلية، من جملة مواضيع في حال وصوله الى قصر بعبدا. ويُعوّل على التأييد المسيحي له، ليس فقط خلال جلسة الإنتخاب، إنّما طوال عهده وحتى نهايته، على ما أعلن بعد لقائه البطريرك الراعي. ففي إطلالته الأولى من بكركي بتاريخ 26 كانون الثاني المنصرم، شدّد على أنّ لا رئاسة من دون توافق، وقال «أسعى وأريد أن أكون مرشحاً توافقياً… فيما أكّد أمس في إطلالته الثانية أنّه مستعدّ للحوار مع الجميع، وأنّه لم يسمع أنّ هناك أي فيتو سعودي أو فيتو أميركي على إسمه من السعودية أو من أصدقائها وحلفائها، إنّما سمعه وقرأه في الإعلام.

 

وفي ما يتعلّق بتأثير المصالحة العربية- العربية، والمصالحة الإيرانية- السعودية في لبنان، رأت المصادر نفسها أنّ فرنجية دعا القادة المسيحيين من دون أن يُسمّيهم الى قراءة سياسية ضرورية في المرحلة الراهنة، لأنّ نتائج المصالحتين لا بدّ وأن تنعكس على لبنان، لافتاً الى أنّه علينا أن نكون جاهزين للتصرّف بما فيه مصلحة لبنان، وإلّا فلن يكون بلدنا داخل التسوية. وهذا الأمر يدفع جميع القوى ، لا سيما القادة المسيحيين الى إعادة التفكير الجدّي في ما ينتظر البلد بعد أن تنتهي المصالحات والتسويات الإقليمية والدولية.

 

ويعتبر فرنجية أنّ فرصته موجودة الآن بقوّة، على ما عقّبت المصادر، لا سيما بعد زيارته الأخيرة الى باريس وإجابته عن الأسئلة التي طُرحت عليه لجهة تحقيق الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، علماً بأنّ حزب الله يرفض هذا الاتفاق. ولهذا فهو يقاتل في سبيل النجاح في هذه الفرصة، من دون أن يُعطي المسيحيين، لا سيما رئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل ورئيس «القوّات اللبنانية» سمير جعجع أي ضمانات سوى استعداده للحوار وتبديد الهواجس. ورأت المصادر في إشارته الى أنّ «مستقبل المسيحيين بإيدنا، فيه يكون فوق وفيه يكون غامضا، لأنّ الماضي لا يُبشّر بالخير»، رسالة الى رؤساء الأحزاب المسيحية للتفكير مرّة جديدة بمستقبل البلد والمسيحيين، وبعدم قراءة المرحلة المقبلة بطريقة خاطئة، إنّما قراءة الحقيقة، وذلك لعدم تفويت الفرصة.