Site icon IMLebanon

 هل يمكن لفرنجية “التحرّك” لتثبيت موقعه كمرشح أول لرئاسة الجمهوريّة؟ 

 

إلى جانب العمل على توحيد الصفوف، ولو بالحد الأدنى لمواجهة أي تصعيد عسكري في لبنان، يأتي تحرك رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في لحظة سياسية بالغة الدقة والأهمية، فهو يُدرك أن هذه الظروف ترسم ملامح المستقبل، ومن يتحرك اليوم قد يحجز له موقعاً متقدماً فيما سيأتي لاحقاً، فلماذا لا يتحرك رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وهو المرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية اللبنانية؟

 

يقول البعض ان تحرك باسيل سببه تفادي إبقائه خارج التسوية التي يُعمل عليها للتمديد لقائد الجيش جوزاف عون، أو لتسليف موقف لحزب الله من خلال إعلان الجهوزية لمواكبة تطورات المعركة، لكنه دون ادنى شكّ يخطف الأضواء بتحركه الداخلي، فهو خرج بمظهر الحريص على بناء جبهة داخلية موحدة ولو بالحد الأدنى، والداعي الى الوحدة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، بعيداً عن رأيه في هذه المسألة.

 

إن ما يجري حالياً يطرح تساؤلات حول دور سليمان فرنجية في هذه المرحلة، ولماذا لا يتحرك لفرض نفسه مرشحاً أساسياً لرئاسة الجمهورية قادر على القيام بدور ما، في أحلك الظروف التي يمر بها الوطن، حيث تبرز وجهتيْ نظر في هذا الإطار.

 

في هذا السياق، قد يكون من الصعب توقع قدرة فرنجية في الوقت الراهن على القيام بأي مبادرة داخلية، من الممكن أن تقود الى تغيير في الوضع الراهن، إلا إذا قرر الإعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي، وهو أمر من المستحيل أن يذهب إليه في ظل الظروف الحالية، خصوصاً بعد التطورات التي حصلت على مستوى الساحة الفلسطينية.

 

من حيث المبدأ، كل الملفات الداخلية الأساسية وتحديداً الرئاسية مجمدة في هذه المرحلة، بسبب إنشغال اللاعبين الإقليميين والدوليين بالأوضاع في غزة، إلى جانب انخراط بعضهم في الصراع القائم هناك، وبالتالي لا يمكن لهم أن يذهبوا إلى تسوية في ساحة أخرى تعتبر جزءاً أساسياً من الصراع، بسبب الدور المؤثر لحزب الله، الذي كان قد دخل على خط المواجهة منذ الأيام الأولى.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن فرنجية ينظر إليه، سواء في الداخل أو في الخارج، على أساس أنه مرشح محور معين، ووصوله إلى رئاسة الجمهورية يتطلب وجود تسوية يكون هذا المحور جزءاً منها، الأمر الذي قد يحصل بعد إنتهاء المواجهة الحالية في غزة، وما يمكن أن ينتج منها من توازنات، كما أنه قد لا يحصل أيضاً.

 

هذه وجهة النظر الأولى التي تنتهي الى نتيجة بأن الملف الداخلي مقفل، والملف الخارجي بيد لاعبين محددين، ومن هنا تنطلق وجهة النظر الثانية التي تقول ان المحور الذي ينتمي اليه فرنجية قادر على إسناد دور ما لمرشحه ليكون حاضراً، إذ بإمكان الرجل التحرك داخلياً، وبإمكانه التحرك خارجياً من خلال زيارات يقوم بها الى الدول العربية، ولو كانت لن تؤدي الى نتائج سريعة وملموسة، لكنها ستكون مفيدة له على المدى البعيد.

 

بالنسبة الى مؤيدي وجهة النظر هذه، فإن التحرك البسيط أفضل من اللاتحرك، وهنا المسؤولية ليست على فرنجية فحسب، بل على فريقه السياسي ككل، لأنه المعني باستثمار كل اسلحته، وإبراز أهمية ودور مرشحه للرئاسة!