IMLebanon

إقتراح فرنجية بمنافسة أحد “الموارنة الأقوياء” يُعيد مشهد انتخاب جدّه لرئاسة الجمهوريّة 

 

 

اول من رشح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، كان النائب ملحم الرياشي عضو “كتلة الجمهورية القوية” قبل اكثر من سنة، واعاد ترشيحه مرة جديدة منذ حوالى الاسبوع، مطالبا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ان يبادر بتأييد ترشيح جعجع، كرد جميل على دعمه لوصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية عبر “اتفاق معراب” ، الذي كان هو عرابه مع النائب ابراهيم كنعان.

 

وينطلق رياشي من كون جعجع يستند الى اكبر كتلة نيابية مسيحية، وهو ما يتوافق مع مواصفات باسيل، عندما كان يطالب بان يكون في رئاسة الجمهورية “المسيحي القوي” والذي يملك تمثيلا شعبياً، فما عليه الا ان يؤيد ترشيح رئيس “القوات اللبنانية” الذي لا يبدو انه متحمس لذلك، لانه سبق وخاض هذه التجربة، وترشح باسم “قوى 14 آذار” في عام 2014 ولم ينل سوى 49 صوتاً، وكان يؤيده “تيار المستقبل” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، فانسحب من الاستحقاق الرئاسي وذهب الى تأييد العماد ميشال عون، ليقطع الطريق على وصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، الذي كانت رئاسة الجمهورية تصل اليه ثم تبتعد عنه، لظروف داخلية واخرى اقليمية ودولية.

 

فترشيح رياشي لرئيس كتلته وحزبه امر طبيعي، وحق مشروع سياسياً ودستورياً، لكن هذا التمني لن يتحقق للظروف السياسية، التي لم تتوفر لغيره ايضاً من فريقه السياسي كالنائب ميشال معوض، الذي لم يقفز فوق الرقم الذي حصل عليه جعجع. فتم التقاطع بين المعارضة و”التيار الوطني الحر” على اسم الوزير جهاد ازعور الذي حصل على 59 صوتاً، مقابل منافسه فرنجية الذي نال 51 صوتاً في آخر جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية في 14 حزيران 2023، ومنذ ذلك التاريخ والرئاسة الاولى تمر في جمود، بالرغم من مبادرات داخلية، ومحاولات “اللجنة الخماسية” تحريك الملف الرئاسي.

 

لكن المفاجأة كانت في طرح فرنجية اقتراحاً يقوم على ان يتنافس المرشحون الموارنة الاربعة، الذين سبق والتقوا في بكركي قبل انتخاب العماد عون، على ان يكون احدهم رئيساً للجمهورية، وهم اضافة الى العماد عون كل من الرئيس امين الجميل وفرنجية وجعجع، وهذا ما يسمى بـ”التوافق المسيحي”، الذي يقول جعجع بانه حصل على اسم ازعور، لكن لم تعقد دورة انتخاب اخرى واكثر، بسبب اصرار الرئيس نبيه بري على تعليق الجلسات، كي يصل فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وهو ابتدع الحوار ثم الانتخاب لهذا الغرض، تقول مصادر “القوات اللبنانية”.

 

اما اقتراح فرنجية، بان تكون المنافسة بينه وبين احد الثلاثة الآخرين من الموازنة، وهم باسيل وجعجع وسامي الجميل، وان اثنين منهما لم يطرحا ترشيحهما، فبقي جعجع الذي سبق وترشح فدعاه فرنجية الى المنافسة، لكن لم يلق تجاوبا. وتقول مصادر بنشعي بان ما طرحه فرنجية هو حل وعين الصواب ان تتم المنافسة يبن الاربعة الاقوياء سياسيا لدى الموارنة.

 

والاقتراح الذي لم يتم التفاعل معه منذ اطلاقه من فرنجية قبل حوالى الشهرين، وما زال صالحا للعمل به تقول مصادر فرنجية، الذي يعتبر بان المعركة ستكون سياسية بامتياز، وان من يعارضه ويعتبره مرشح “محور المقاومة” وسماه الثنائي حركة “امل” وحزب الله، وهذا ما يرفضه جعجع وحلفاؤه الذين ما زالوا على مواقفهم بتأييد مرشح من خطهم “السيادي” .

 

فالموافقة على اقتراح فرنجية هي في ملعب جعجع ليقبله او يرفضه، فاذا وافق تحصل عملية ديموقراطية تعيد الى الذاكرة مرحلة انتخاب سليمان فرنجية الجد ، الذي فاز على صوت ضد منافسه الياس سركيس، الذي كان مدعوما مما كان يسمى “النهج” او “الشهابية”، فأيد “الحلف الثلاثي” فرنجية مدعوما من كتلة “الوسط”.

 

وما حصل في العام 1970 هو ما دعا فرنجية الحفيد الى اقتراح ان يواجه مرشح من الموارنة الثلاثة وجعجع ابرزهم، لكن الاخير لن يقدم على هذه المغامرة التي يعرف نتائجها مسبقا، وفق مصدر سياسي الذي يشير الى ان جعجع لن يحصل على تأييد سوى 31 نائبا يسمون انفسهم “المعارضة”، ولن تؤيده كتلة “اللقاء الديموقراطي” برئاسة تيمور جنبلاط ، وكذلك كتلة “لبنان القوي” برئاسة باسيل، اضافة الى كتل اخرى “كالاعتدال الوطني” وغيرها، وهذه الكتل قد تذهب باتجاه تأييد فرنجية الذي ما زالت الظروف تميل لصالحه اقليميا ودوليا.