Site icon IMLebanon

كرة الثلج المؤيدة للسعودية تطيح «زوبعة» نصر الله

أثارت «زوبعة التحامل الكلامية» التي أعلنها الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بوجه المملكة العربية السعودية، على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر ردود فعل مستنكرة ومستهجنة لحدة الخطاب الذي يطلقه «حزب الله» وحلفاء إيران، الذين «يريدون النفخ في رماد العصبيات» على حد تعبير الرئيس سعد الحريري، مبديا رفضه «التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة التي لم تتخلّ عن لبنان يوماً»، وأعرب عن يقينه التام بأنّ «المملكة تلتزم حدود المصلحة الإسلامية والعربية»، وبأنها «ضنينة على سلامة لبنان وإستقراره، وحتماً لن تتوقف عند كثير من الترّهات التي تتناولها وتسيء إليها، وستبقى على عهودها بمساعدة لبنان والمحافظة على وحدته الوطنية مهما تعالت حملات التحريض ضدها».

كلام الحريري كان له صداه على ضفة العديد من القوى السياسية، التي عبرت عن إستنكارها وإستغرابها «لعاصفة لم تقم وزنا لرأي فريق كبير من اللبنانيين، يحرص على العلاقات الاخوية بين الشعبين اللبناني والسعودي»، وهذا ما عبر عنه وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دي فريج لافتا لـ«المستقبل» إلى أن «المسؤولين السعوديين يميزون بين العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين اللبناني والسعودي، وبين موقف صادر عن حزب لبناني يعيد تكرار الموقف الايراني تجاه المملكة». وشدد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«المستقبل»، على «أنه من الأفضل للبنان أن لا يتدخل في شؤون الآخرين الداخلية، لأنه طالما عانى من تدخل الآخرين في شؤونه»، وأشار عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عمار حوري إلى أن «حملة حزب الله ضد المملكة غير موفقة لأنها عكست ضآلة موقفهم في وجه المواقف المؤيدة لها والتي كبرت ككرة ثلج». ورأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا أن «تهجم نصر الله على المملكة كلام مسيء وفي غير محله ولا مبرر لأي طرف لبناني أن يتناول أي دولة بهذه السلبية والاتهامات». واعتبر عضو كتلة «الكتائب» النائب فادي الهبر ان «السيد نصر الله نصب نفسه ناطقا بإسم ايران من لبنان وهذا له مردود سلبي على لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على السواء».

إذا الزوبعة التي زرعها «حزب الله» في وجه المملكة حصدها رياحا من ردود الفعل المؤيدة لها والحريصة على العلاقات الطيبة معها، وهذا ما يؤكده دي فريج قائلا: «لم يختلف كلام نصر الله عن كلام المسؤولين الايرانيين الذي نسمعه دائما ولا جديد فيه، وبالتأكيد نحن نستنكر هذا الكلام لكني في المقابل لست خائفا على العلاقات اللبنانية- السعودية، لأن المسؤولين السعوديين يعرفون كيف يقيّمون وضع لبنان الداخلي، ويميزون بين العلاقة التاريخية بين الشعبين السعودي واللبناني، وبين كلام صادر عن حزب لبناني يعيد الخطاب نفسه الذي تطلقه إيران تجاه المملكة، وبالتالي لا أعتقد أن المملكة يمكن أن تحمل الشعب اللبناني وزر هذا الكلام». 

ويشدد درباس على أنه «مع التهدئة، لأن من الافضل للبنان أن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ، لأنه لطالما عانى من تدخل الآخرين في شؤونه، خصوصا أننا مررنا في فترة تفاهم وتعاون على أن لا يكون لبنان جزءا من الخريطة التي يعاد ترسيمها في المنطقة، وبالتالي فالأجدى العمل على حفظ لبنان بعيدا عن إهتمامنا بالخارج لأنها لا تفيد بل تزيد امورنا تعقيدا، ونحن في مرحلة علينا جمع نقاط الاتفاق بيننا وليس الاختلاف». 

ويشير درباس إلى أن» العلاقات اللبنانية- السعودية لن تتأثر بكلام نصر الله لأن هناك قيادات لبنانية ستعمل على إمتصاص المفاعيل السلبية لهذا الكلام، والسعودية تعرف أن لبنان بلد ديمقراطي يحق للجميع التعبير عن رأيه بحرية شرط ألا تضر بمصالح الآخرين». 

ويرى حوري «أن إيران إستنفرت كل أتباعها سواء أكانوا في لبنان أو سوريا أو العراق للقيام بحملة معادية للمملكة، متناسية أن الحكم بالاعدام صدر بحق 47 سعوديا غالبيتهم من الطائفة السنية، وأن الشيخ النمر هو مواطن سعودي».

ويضيف: «أظهر إعدام النمر للعالم حقيقة ما يؤمن به ويعلنه من تحريض وبث بذور الفتنة وإحداث بلبلة في الصف الواحد، وبالتالي الحملة ضد المملكة لم تؤت نتائجها الايجابية بل عكست حجم وضحالة موقفهم، في وجه المواقف المؤيدة للمملكة والتي كبرت ككرة ثلج لبنانيا وعربيا وإسلاميا، لكن لا أحد يستطيع التكهن بمفاعيل هذه الحملة على العلاقات بين لبنان والمملكة التي تحلت دائما بالصبر تجاه كل ما يخص لبنان». 

ويعتبر زهرا «أن كلام نصر الله مسيء وفي غير محله ولا مبرر لأي طرف لبناني أن يتناول أي دولة شقيقة بهذه السلبية والاتهامات». 

ويضيف: «هذه الاساءات ليست الاولى بحق المملكة، لكنها كانت تميز بينها وبين الشعب اللبناني والدولة، وبالتالي لا أعتقد أنها ستحمل الشعب اللبناني وزر كلام فريق يسعى لتحقيق مصالحه الاقليمية، وآمل بعد هذه الحملة أن تفرق المملكة بين فريق يمنع قيام الدولة وبين الدولة اللبنانية وشعبها». 

ويرى الهبر أن «الاساءة إلى السعودية ودول الخليج عامة أمر مضر للبنان، ويظهر وكأن السيد نصر الله ناطق بإسم إيران من لبنان وهذا له مردود سلبي على البلد سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا، وعلى العلاقات الداخلية بين اللبنانيين والحوار القائم بين المستقبل وحزب الله ، لأن لبنان لا يقوم إلا على الوفاق وكلام نصرالله يزيد الإنقسام العمودي في البلاد». 

ويضيف:« لطالما طرحنا مبدأ عدم التبعية للشرق أو للغرب، وتنزيه لبنان عن المصالح الفئوية لأن استعماله لمصالح خارجية طائفية ومذهبية هو جريمة حتما».