IMLebanon

هكذا تكون الديموقراطية

سبحان الله، في كل مرة تحدث انتخابات في أميركا نبقى على أعصابنا منذ افتتاح المعركة الانتخابية حتى لحظة إعلان النتيجة.

ويبدو أنّ ضريبة الديموقراطية واستطلاعات الرأي لا تعبّر حقيقة عن الواقع… إذ كثيراً ما تغالط النتيجة ما تكون الاستطلاعات قد أعلنته.

من ناحية ثانية فإنّ رئيساً مثل جورج بوش الأب الذي استطاع تفكيك الاتحاد السوڤياتي، جاء شاب مغمور إسمه بيل كلينتون ليسقط الذي أسقط الاتحاد السوڤياتي، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على غرابة الشعب الاميركي وعلى ديموقراطية لا مثيل لها في العالم كلّه.

ومن ناحية ثالثة، مَن كان يتوقّع أنّ الرئيس باراك أوباما الذي هو من أصول إفريقية سيصل يوماً من الأيام الى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الاميركية؟! ولم ينجح مرة واحدة، بل نجح مرتين.

ومن ناحية رابعة: نتذكر الرئيس الراحل المرحوم رونالد ريغان، وهو ممثل أميركي ناجح وعرف عهده النجاح الكبير وكذلك التفوّق الاقتصادي.

هذه نظرة سريعة الى غرائب الانتخابات الاميركية.

أمّا النقطة الأهم التي يجب التوقف عندها فهي تصريح هيلاري كلينتون بعد إعلان فوز منافسها ترامب في رئاسة الجمهورية الاميركية… وقد أعلنت أنها تقبل بالنتيجة وهي تقف عند إرادة الناس وتبارك للرئيس ترامب.

وهذا دليل على الديموقراطية الحقيقية وكيفية ممارستها، الديموقراطية الحقيقية وليست ديموقراطية الــ99.99%، فالديموقراطية ليست شعاراً مرفوعاً على فراغ ولا هي خطابات تضج بالكلام على أنواعه، وحسب، إنما هي فعل ممارسة وإيمان بالشعب واحترام إرادته، وهذا ما عبّرت عنه السيدة كلينتون التي بدت متأثرة (حتى الدمع) في القسم الأخير من كلامها…

ومن رافق الحملات الانتخابية والكلام الكبير والخطير الذي تبادله المتنافسان، اعتقد لوهلة أنّ الأمور سائرة نحو الخراب، وأنه ربّـما لن تقوم قائمة للسياسة وأهلها بعد تلك الحملات الضارية… وفجأة انتهى كل شيء حتى قبل إعلان النتيجة، أي منذ انتهاء مهلة التصويت… لينتصر ترامب بالتأكيد، ولكن لتنتصر معه الولايات المتحدة الأميركية القوة الفريدة والاستثنائية في العصور كلها.

عوني الكعكي