أحيا إطلاق العسكريين المخطوفين لدى«جبهة النصرة» الآمال في إطلاق جميع الأسرى والمخطوفين اللبنانيين في سوريا، وعلى رأسهم العسكريين التسعة لدى «داعش»، والمصوّر سمير كساب.
تستعدّ عائلة سمير كسّاب للإحتفال بعيد ميلاده في 7 كانون الثاني المقبل، وفي قلبها غصّة فراق قسريّ، فرضها إختطاف سمير مع فريق عمل قناة «سكاي نيوز» منذ تشرين الأول 2013 في شمال سوريا، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقّف حركة العائلة وزياراتها المكوكيّة للقيادات والمسؤولين والسفراء من أجل تحريره.
تنتظر عائلة سمير وبلدته بيت كسّاب وحردين، وأهالي منطقة البترون الخبر السار بالإفراج عن إبنها الذي دفعه واجبه المهني، وحسّه الصحافي، الى حمل كاميرته والإتجاه الى حلب من أجل تغطية الحرب الدائرة هناك، وعلى رغم المخاطر المعروفة لم يتردّد سمير في القيام بواجبه، الى أنّ وقع في أيدي «داعش».
العائلة الكبيرة والصغيرة تقوم بكل ما في وسعها لإطلاق سراحه، وقدّ شاركت في إستقبال العسكريين المحرّرين في ساحة ريّاض الصلح، حيث يصف والد سمير، أنطون كسّاب، المشهد بأنّه كان مؤثّر جدّاً، خصوصاً مشهد عناق الأبناء المحررين بأهلهم، و»يا ليت كان سمير بينهم».
يصرّ أنطون في حديثه لـ«الجمهوريّة» على أن «قضية سمير إنسانية بالدرجة الأولى، لذلك نتواصل مع القوى السياسية كافة، والقيادات من أجل حلّها سريعاً، لكنّ حتى الآن لم نصل الى نتيجة».
ويضيف: «يتولّى التفاوض حالياً المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم، وقد زرناه أخيراً، وقال لنا إننا نتابع هذه القضية، ونفعل ما في وسعنا من أجل تحرير سمير، وسنعاود زخم المفاوضات بعد الإنتهاء من قضية العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة». أما وقد اطلق سراح العسكريين، فإننا ننتظر خيراً من اللواء إبراهيم».
لم يحصل أيّ إتصال مباشر بين سمير ووالده وعائلته، وكل ما حصلت عليه العائلة كان تطمينات غير مباشرة من بعض الذين كانوا معتقلين في سجون «داعش» وتعرّفوا على سمير، وأبلغوها انه بصحة جيدة، فيما تتابع محطّة «سكاي نيوز» المفاوضات مع الخاطفين بعيداً من الإعلام، وتسعى الى تحرير جميع افراد طاقمها.
ويعوّل أنطون على مساعي دولة قطر، خصوصاً أنّ رئيس حزب «القوّات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع إلتقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني وطلب منه بذل الجهود لإطلاق سمير، وقدّ زرنا معراب وأكّد لنا جعجع أن «ملفّ سمير أخذه على عاتقه، وهو سيتابع إتصالاته مع القيادة القطريّة أملاً في سماع الخبر المفرح».
حتّى الآن لا يُعرف مكان إحتجاز سمير، إذ إنّ «داعش» تبدّل مكان إحتجازه مع مجموعة من الصحافيين والمخطوفين باستمرار، لكن من المفترض أن يكون في الرقّة، ولا يعرف أحد ظروف إعتقاله أو أي موعد قريب لإطلاقه.
ويؤكد أنطون أنّ «العائلة تتواصل مع جميع القيادات، وتلتقي باستمرار وزير الإتصالات بطرس حرب الذي يتابع التواصل وأمّن لنا موعداً مع سفيري قطر وتركيا من أجل إحاطتهم بالقضيّة، وكذلك وزير الخارجيّة جبران باسيل الذي يساعدنا في أي شيء نطلبه، لذلك فإن تجمّع الإرادات الطيبة يجب أن يفضي الى تحرير سمير وعودته الى حضن اهله والوطن».
بعيداً من المزايدات، فإنّ قضية إختطاف سمير يجب أن تحلّ بأسرع وقت رأفةً بوالدته ووالده وعائلته، ولكي يشعر المواطن اللبناني أنّ هناك دولة ترعاه وتطالب به لو ذهب الى اقاصي الأرض، وحتى لا تدخل هذه القضية الإنسانية مرحلة النسيان.