IMLebanon

حتى لا يموت لبنان  غرقاً ب الأشقاء !

قدّم كبار المؤرخين على مر الزمان نحو ٢١٠ نظريات لشرح أسباب سقوط الامبراطورية الرومانية، غير أن مقولة شعبية لخصت هذا الواقع بالمثل القائل: ماتت روما يوماً غرقاً بالأغراب! وعلى الرغم من الانتشار اللبناني في العالم منذ القدم والى يومنا هذا، فان لبنان لم يكن يوماً امبراطورية بهذا المعنى. غير أن موت الدول غرقا بالأغراب لا يقتصر فقط على الامبراطوريات العظمى، وانما يشمل أيضاً دولاً صغيرة مثل لبنان. وآخر الاحصاءات يشير الى أن أعداد غير اللبنانيين على أرض لبنان تتجاوز حالياً نحو مليونين ونصف مليون نسمة، أي ما يقارب أو يتجاوز نصف عدد السكان اللبنانيين الأصليين! والرباط القومي لا يجيز تسمية الاشقاء في العروبة ب الأغراب، ولكن النتيجة واحدة… اذا لا فرق بين موت الامبراطوريات بالأغراب، وموت الدول الصغيرة ب الاشقاء!

***

أكثر من يستشعر هذا الخطر هم القادة الأوروبيون، وهم لا يسمون أولئك لا ب الأغراب ولا ب الأشقاء، وانما ب النازحين! وتبلغ مساحة اوروبا عشرة ملايين و١٨٠ كيلومتراً مربعاً، وعدد السكان نحو ٧٠٨ ملايين نسمة، ومع ذلك فهي تعتبر استضافة واستيعاب بضع مئات الألوف من النازحين من سوريا والعراق وليبيا وغيرها، خطراً يهدد توازنها الديموغرافي! وأوروبا تطلب من لبنان ومعها دول كبرى في العالم، استيعاب أعداد ضخمة من النازحين تتجاوز نصف عدد سكانه، في مقابل حفنة من الدولارات أياً بلغت أرقامها. وتلك الدول تبدي غيرة استثنائية على استقرار لبنان ليس بالضرورة حرصاً على لبنان نفسه، وانما تسخيراً لسلطاته بمهمة الحفاظ على استقرار النازحين حيث هم، تخوفاً من أن تموت أوروبا يوماً غرقاً بالأغراب!

***

يواجه لبنان أخطاراً مصيرية كثيرة تتصدرها ثلاثة: اسرائيل والارهاب والنزوح! والآتي من النازحين هو الأعظم في ظل الخرائط الجديدة قيد التنفيذ في المنطقة، وبخاصة في فلسطين حيث مخططات الترانسفير جاهزة للتنفيذ بعد استكمال العمليات في المنطقة! وعندما ينظر القادة السياسيون في لبنان الى الواقع بهذا المنظار، لا بد أن تهون عليهم خلافاتهم حول انتخاب الرئيس وقانون الانتخاب وصدمة نتائج الانتخابات البلدية، وغيرها من التفاصيل…