استوقفني ڤيديو للشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لـ»حزب الله» والذي لم يتحمّل أن يكون الحزب المقاوم الذي تأسّس من أجل تحرير لبنان بعد الاحتلال الاسرائيلي عام 1982 قد صار بهذا الشكل… بالمناسبة فإنّ كل احتلال يولّد مقاومة ويجب أن نعلم الجميع جيداً أنّ تحرير لبنان لم يكن بجهد «حزب الله» وحده، بل إنّ كل اللبنانيين كانوا مقاومة.. لأنه لا يمكن لشعب حر أن يكون تحت سلطة عدوّة تحكمه. وفي الحقيقة إنّ الشعب اللبناني بأكمله بكل طوائفه كان ضد الاحتلال، وكل مواطن كان يقاوم على طريقته. لذلك فإنّ الفضل في تحرير لبنان الذي حدث عام 2000 ولأوّل مرة في تاريخ لبنان وتاريخ الاحتلالات الاسرائيلية للأراضي العربية، هذا الفضل يعود الى صلابة كل اللبنانيين ووحدتهم… وهنا أؤكد أنّ التحرير شارك فيه كل اللبنانيين.
نعود الى الشيخ صبحي الطفيلي أمين عام «حزب الله» السابق الذي استقال بسبب تدخل الإيرانيين في شؤون الحزب، وأنّ الأمين العام أصبح صورة والأوامر تأتي من طهران وهذا ما لم يقبل به..
من ناحية ثانية، هناك صراع تاريخي بين الشيعة العرب وبين الشيعة الفرس.. إذ إنّ الفرس يريدون أن تكون الكلمة والمرجعية العليا في «قم» بينما الشيعة العرب يصرّون على أن تكون المرجعية في «النجف». لذلك فإنّ هذا الصراع التاريخي لا يمكن أن ينتهي… خصوصاً وأنّ العروبة بالنسبة للشيعة تعتبر الأساس في حياتهم، بينما الفرس يعتبرون أنّ الاسلام وبعد نزول الوحي وإعلان الرسالة الإلهية قضى على الامبراطورية الفارسية.
كذلك فإنّ الفرس يكرهون العرب لأنهم يعتبرون ان الرئيس التاريخي صدّام حسين هو الذي شنّ الحرب ضدهم، ولكن الحقيقة هي أنّ الخميني حين جاء الى الحكم، حمل مشروع تشييع المسلمين، تحت نظرية «ولاية الفقيه»، وبالتأكيد فإنّ أهل السنّة لا يمكن أن يقبلوا بهذا، فاشتعلت حرب دامت 8 سنوات استنفدت المال والرجال في الدولتين العراقية والإيرانية… وللعلم فإنّ عدد أهل السنّة في العالم يبلغ ملياراً وخمسماية مليون إنسان بينما عدد الشيعة في العالم لا يتجاوز الـ150 مليون مواطن، فالسؤال: كيف يمكن لعدد قليل أي 150 مليون شيعي التحكّم بمليار وخمسماية مليون مواطن مسلم سنّي؟
هذا الكلام ضد الطبيعة ولذلك نبشّر نظام «الملالي» ان مشروعه لا يمكن أن ينجح، وكل الأموال التي دفعوها ثمن سلاح وشراء ضمائر لن تحقق أي نتيجة، وكل ما يفعله من خلال مشروعه هو تدمير العالم العربي.
فبالنظر الى سوريا اليوم نتساءل: أين كانت وأين أصبحت؟
انظروا الى العراق أيضاً، أين كان وأين أصبح؟ وانظروا الى اليمن..
انظروا الى لبنان.. لن أقول شيئاً بل أكتفي بما قاله السيّد صبحي الطفيلي الذي يعبّر عن «حرقة» قلوب كل اللبنانيين الشرفاء.
وهذا كلام السيّد صبحي الطفيلي الذي وجه من خلاله اتهاماً مباشراً لـ»حزب الله» وحمّله مسؤولية تفجير مرفأ بيروت:
«هذه ليست مقاومة – فبعد عام ألفين لم تعد هذه مقاومة – لأنّ هذا السلاح بات يخدم العدو الصهيوني، هذا السلاح هو حارس للعدو الصهيوني… هذا السلاح دمّر سوريا ودمّر العراق ودمّر اليمن ودمّر لبنان وهذا السلاح فجّر مرفأ بيروت.
أوّل ما رأيت فقاعة قنبلة الانفجار قلت أنا في منام.. ما كنت أتصوّر أن يصل هؤلاء الناس الى هذا المستوى، الى تعريض العاصمة الى هذا الهول من الدمار. فهل من يترجم لي الى العربية: كيف يقف الحزب مع الشعب اللبناني: يحاصر المتظاهرين ويقتلهم… يسرق ويدمّر..
إنّ أمين عام «حزب الله» هو فوق رئيس الجمهورية، وفوق رئيس مجلس النواب، وفوق رئيس الحكومة حسان دياب… بالتأكيد هو المسؤول ويجب أن يحاكم لأنه هو الرئيس الفعلي والأساسي للبلد… ومن بعده يجب محاسبة خامنئي.
هم مسؤولون عن التفجير من رئيس الجمهورية حتى آخر السلسلة وأتساءل: من حمى هؤلاء؟ بالتأكيد إيران.. فلبنان صار حامياً لـ»…».. ما فعله خامنئي وجماعته في العراق، وما فعله خامنئي وجماعته من الروس في سوريا، وما فعله خامنئي وجماعته في لبنان فاق كل تصوّر بل فاق ما فَعَله هولاكو….
في 17 تشرين الاول قامت انتفاضة، فمن حمى المسلحين..؟ إيران هي التي حمتهم.. في لبنان مجموعة مجرمة تتحكم في البلد ولا حلّ إلاّ في تعليق المشانق، لإعدام كل مسؤول تثبت إدانته».