لا يدلّ مؤتمر سوتشي المدّعى سوى على أهواء أصحاب الدعوة. والمدى الذي راحوا إليه في محاولة تسويق و(تعميم) فكرة التسوية المبتذلة المرادفة في ظاهرها وباطنها للكسر والإذعان والفرض والقنص اللصوصي!
كأن موسكو تتسلّى بعذابات السوريين! وتهزأ من الجميع: ما يُسمى «المجتمع الدولي» والأمم المتحدة، والإدارة الأميركية والأوروبيين والمجموع العربي والأتراك، وكل مَن يفترض أنّه معني بشكل أو بآخر بهذه النكبة المستحيلة وبهذه المذبحة المفتوحة على مداها!
نظّمت «المؤتمر» كعراضة إعلامية ليس إلاّ. وما همّها سوى صورة «الراعي» للسلام بعدما رسّخت صورة البطّاش في الحرب. وأرادت المعارضة تتمّة للديكور! والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا شاهد زور! ومسار جنيف الدولي «وجهة نظر»! والغياب الأوروبي والأميركي (والعربي!) مبرّراً للغلوّ في الادّعاء والمسرحة والتهتك.. وفرصة كي يُطلق سيرغي لافروف وزير خارجية فلاديمير بوتين أحدث نكاته عندما قال «إن الظروف باتت مهيّئة اليوم لإحلال السلام» في سوريا!
.. نظمت المؤتمر وهي تعرف سلفاً أنّه ذروة فشلها! وأن «الشعوب السورية» لا تزال في خنادقها! وأن الحشود «المفاوضة» التي شحنتها بالمئات من دمشق جاءت في رحلة استجمام وسياحة! وأن العراضات التي تجري في ما يُسمى «مجلس الشعب» في دمشق، مسلّية للميديا أكثر! ومليئة بالنوادر والفكاهة أكثر من الذي يحتويه المبنى الفخم في ذلك المنتجع السياحي!
مؤتمر سوتشي في السياسة والإعلام هو رديف لـِ«عاصفة السوخوي» في القتل والهتك! عراضة تدلّ على مدى الاستهزاء بحياة السوريين ومستقبلهم! مثلما دلّ القول عن التمارين الحيّة للأسلحة الروسية خلال المعارك بمدى الاستهزاء بأرواحهم وكراماتهم وأرزاقهم!