IMLebanon

مواقع التواصل الإجتماعي… سلاح غير تقليدي في الإنتخابات

تشهد وسائل التواصل الإجتماعي خلال الفترة الأخيرة بدء دعايات إنتخابية مبكرة، حتى قبل أن يُفتح بابُ الترشّح للإنتخابات المقبلة. ويرى المتابع لهذه المواقع أنّ الإنتخابات باتت تأخذ حيّزاً كبيراً من الأخبار التي يتمّ نشرُها.

بات الإعتماد على مواقع التواصل الإجتماعي أمراً طبيعياً تشهده الحياة الحزبية والأنظمة السياسية في العالم كله، عبر نشر الخطط والبيانات والرسائل والأخبار ومقاطع فيديو والصور وغيرها من الأمور التي يمكن من خلالها جذب المتابعين ورصد ردود أفعالهم، الذين من الممكن أن يكونوا مستقبلاً من الأصوات المؤيّدة في الإنتخابات.

ويعود السبب في ذلك الى الإنتشار الواسع لشبكات التواصل وتبدّل طريقة الحصول على الخبر، بحيث أصبح العديد من الأشخاص لا يحصلون على الأخبار إلّا عن طريق مواقع التواصل، بمعنى آخر أنهم لا يقرأون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون ولا يستمعون إلى الإذاعة.

وعلى رغم أنه لا يمكن إستخدام شبكات التواصل الإجتماعي كوسيله وحيدة للترويج للمرشحين أثناء حملاتهم الإنتخابية والاستغناء عن الوسائل الأخرى التقليدية، إلّا أنها تبقى من الوسائل الفعّالة التي لا يمكن الإستغناء عنها في الإنتخابات.

ساحات إفتراضية للمعارك

يلجأ المرشّحون إلى وسائل الإعلام والإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية لعرض برامجهم، وكسب ثقة المواطنين والناخبين، وتنشط خلال المواسم الإنتخابية طريقة التعامل مع مواقع التواصل، بحيث إنها تصبح سلاحاً غير تقليدي في الإنتخابات وتتحوّل الى ساحات إفتراضية للمعارك بين المتنافسين تديرُها جيوشٌ إلكترونية للتأثير في توجّهات الناخبين لجذب جماهير جدد. وبالطبع هذا ليس بالأمر الغريب، فقد لعبت مواقع التواصل الإجتماعي دوراً لا يُستهان به في الحملات الإنتخابية العالمية عام 2017.

تأثيرُها المحلّي

ثمّة إختلاف كبير في تأثير مواقع التواصل على الناخبين بين البلدان، لأنّ البيئة السياسية والإقتصادية والمزاج العام للجماهير يختلف بين بلد وآخر. لكن في كل الأحوال، تبقى مواقع التواصل من الأدوات الإنتخابية المهمّة للوصول الى الجماهير من جهة، وللإفلات من قوانين الإنتخابات، لاسيما فيما يخصّ الإنفاق الإنتخابي من جهة أخرى.

وهنا لا بد من التأكيد على أنّ التواجد على صفحات التواصل الإجتماعي في الحملات الإنتخابية وعدد المتابعين والمعجبين لا يعبّر نهائياً عن نسب المشارَكة في صناديق الإقتراع.

وفي الإطار عينه، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار الخصوصية اللبنانية، لن تؤثر مواقع التواصل الإجتماعي في قرار المواطنين الذين لديهم انتماءٌ حزبيّ واضح، في حين أنها يمكن أن تؤثر في المستقلّين غير التابعين لأيِّ حزب أو أيِّ زعيم.

وهؤلاء في بعض الأحيان تكون خياراتهم هي التي تحدّد الرابح في الإنتخابات. أضف الى ذلك أنّ المسنّين في معظمهم في لبنان لا يملكون حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي، على عكس أمثالهم في الدول الغربية، ويعتمدون على التلفزيون والراديو لسماع الأخبار.

في الخلاصة، على رغم نسبة التأثير المحدودة لمواقع التواصل في لبنان مقارنةً بالغرب، إلّا أنها تبقى سلاحاً غير تقليدي للمرشحين للتواصل مع الجيل الرقمي، وتأثيرها بالطبع سيزداد دورةً بعد أخرى.

فالجيل الشاب الذي يعتمد على مواقع التواصل الآن، هو نفسه الذي سيشكّل نواة المجتمع في المستقبل، وستكون مواقع التواصل الطريقة الأساسية للتواصل معه ووسيلة فعّالة للتأثير في رأيه.