IMLebanon

السلم الاجتماعي

يلفت هذا الإجماع الوطني على حتمية ألاّ تمس الموازنة المنتظرة بالفئات الفقيرة وأيضاً بذوي الدخل المحدود… وهؤلاء باتوا يشكلون الأكثرية الساحقة من اللبنانيين.وننظر الى ما سمعناه أمس من الرؤساء الثلاثة ومختلف القيادات على أنه وعي وطني بضرورة الحرص على السلم الاجتماعي، وهذا في حدّ ذاته أمرٌ جيّد.فالحفاظ على السلم الأهلي من خلال الباب الاجتماعي لم يكن مرة مطلوباً كما هو مطلوب في هذه المرحلة الدقيقة التي يتوجب فيها التضامن الوطني في أشكاله كافة، خصوصاً في النطاق الاجتماعي وقت الضائقة الاجتماعية تشدّ خناق المواطنين وتدفع بعضهم الى الكفر.يحدث هذا في وقت يقوم إجماع بالمقابل على أنه لا بدّ من شدّ الأحزمة والتقشّف، ولم يقتصر هذا الامر على المسؤولين السياسيين وحدهم، بل أيضاً على الجيش الذي عُلم أنّ قيادته تدرس مع وزارة الدفاع الإسهام في حملة التقشّف الذي بات الاقتناع راسخاً بأنه صار ضرورة ملحّة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان جراء ظروف عديدة قد لا يكون المجال متسعاً للدخول في تفاصيلها الآن.وفي وقت يكرّر حاكم البنك المركزي الدكتور رياض سلامة قوله إنّ العملة الوطنية مستقرّة، لا تزال بعض الأبواق تشكك في كل شيء، وتخترع أخباراً كاذبة فقط من أجل الكيدية وخدمة للأجندات الخارجية التي لا تريد الخير لهذا الوطن.ويأتي هذا الإجماع الوطني الذي لن تؤثر فيه الشائعات والمخططات الممنهجة المكشوفة الأهداف والأبعاد… كما تبيّـن أنّ اللعب على الخلاف بين الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري هو مجرّد رهان فاشل وورقة ساقطة.ويلفُت، أيضاً، في هذا السياق الاندفاعة الكبيرة من المملكة العربية السعودية تجاه لبنان والتواصل مع أطيافه كافة مع التأكيد على أنّ المملكة ليس فقط لن تتخلّى عن هذا البلد، بل أيضاً أنها ستمدّه بالدعم، وبدا هذا الموقف واضحاً في «ندوة العمل الانساني» التي رعاها الرئيس سعد الحريري والتي كان نجمها الموفد الملكي السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، وقد كان محورها متانة العلاقة بين لبنان والمملكة وهو ما شدّد عليه الحريري والربيعة اللذان، أكدا على الرغبة الحقيقية لقادة المملكة على تعميق روابط الأخوة مع لبنان ودعم وحدة واستقلال وسيادة لبنان وصيغة العيش المشترك بين جميع مكوّناته الفريدة في المنطقة وتحصين وجوده من تداعيات الحرائق والأزمات والتدخلات التي تعصف بالعديد من دول المنطقة.ويلتئم مجلس الوزراء، اليوم، في ظل هذه الايجابيات خصوصاً أنّ الرئيس سعد الحريري اتصل مرّتين بالرئيس ميشال عون، وهما سيعقدان إجتماعاً اليوم يستبق الجلسة ويبلوران فيه الموقف المشترك خلال الجلسة.إنها إيجابيات لا يمكن تجاهلها تحمل في طياتها بوادر أمل بالرغم من كل مؤشرات اليأس.