ما زالت مواقف الحزب “التقدمي الإشتراكي” تثير الكثير من التأويلات، إذ ثمة من يشير إلى استدارة سياسية وربما رئاسية، بمعنى أن دفاعه عن الرئيس نبيه بري يصبّ في هذا الإطار، ولكن مصادر مقربة من “الإشتراكي”، تؤكد انه لم يطلق موقفاً أو يتكلم أو يغرد حول هذه المسالة، ولكن تصويباً للمساجلات الدائرة، قد يكون ورد في بيان مفوضية الإعلام في “الاشتراكي”، دعماً للحوار الذي أطلقه رئيس المجلس، فيما لم يتبنّ الحزب وفق المصادر، ترشيح أو دعم وصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وهذه مسألة واضحة بمعنى أنه إلى جانب الموقف السعودي بكل ما يرتبط بالملف الرئاسي بصلة.
وحول بياني الحزب، فإن المصادر نفسها تؤكد بأن تواصلاً جرى بعيدا عن الإعلام مع المرشّح الرئاسي النائب ميشال معوض، لتوضيح ما قصده بيان مفوضية الإعلام، والذي لم يحمل إي إساءة لمعوض ولأي طرف آخر، إنما لضرورة وقف الساجالات في مثل هذه الظروف التي يمرّ بها البلد.
وفي هذا السياق، تأتي جولات “التقدمي” و”اللقاء الديموقراطي” على المسؤولين والمرجعيات السياسية والحزبية والروحية، والتي تركز على أولوية الحوار والتوافق على مرشّح إجماع، وهذا الموقف لم يتبدل، وفق المصادر التي توضح أن هذا الأمر لا يعني أن الحزب يدعم هذا المرشّح وذاك، ومن الطبيعي أن تكون في البيان إشارة الى الدور الذي يقوم به بري على صعيد الحوار، الذي من دونه لا يمكن الوصول إلى انتخابات رئاسية.
وعلى خط موازٍ، تقول مصادر مقربة من الدائرة الضيقة لرئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ، إن الانتخابات الرئاسية يجب أن تحصل في إطار توافق داخلي لا خارجي، وبمعنى آخر ثمة معلومات مؤكدة أنه ليس هناك في هذه المرحلة، أي أجواء تشير الى تسوية أو توافق خارجي حول الملف اللبناني ولا سيّما رئاسياً، ولذا ليس استهدافاً لفريق بل نظراً الى الأجواء الدولية والإقليمية الضاغطة، في ضوء ما يحيط بالبلد من أزمات خطرة، إلى تفلّت الساحة اللبنانية والدخول في ما لا يحمد عقباه إن لم يتم تدارك الأمر، فكيف إذا تفاعل الخطاب المذهبي والطائفي بسبب عدم التوافق على انتخاب الرئيس عنده، وهذا أمر محسوم من خلال المعطيات التي تملكها أكثر من جهة، بأن أمد الشغور سيطول وعندئذ لا أحد يعلم بما يمكن أن يتطور إليه الوضع في البلد.
وبالتالي، تقول المصادر انه على هذه الخلفية كان بيان الحزب، لتصويب الأمور وتحذير الجميع من مغبة ما هو آت من تطورات قد تكون خطرة، خصوصاً في ظل الإنهيارات الإقتصادية والمالية، وتحديداً في القطاعين الصحي والتربوي، لأن ذلك قد يؤدي إلى كارثة إنسانية ووطنية.
وخلافاً لما يُحكى عن فرط تحالفات وقطع تواصل مع بعض الأطراف المسيحية بعد بيانات “التقدمي”، تؤكد المصادر بأن الإتصالات مع “القوات اللبنانية” مستمرة، ويتولاّها النائب وائل أبو فاعور، والأمر عينه مع سائر الأحزاب والمرجعيات الروحية، أكان مع بكركي أو سواها، كاشفةً أنه في الأيام المقبلة سيتابع “اللقاء الديموقراطي” جولته على مرجعيات مسيحية بغية وضعهم في صورة موقف “التقدمي” و”اللقاء” من الإستحقاق، وخصوصاً الحوار الذي يبقى المدخل الرئيس لإخراج البلد من حالته المتردية”.