IMLebanon

الاشتراكي العاتب على الحريري: نحن من نقول نعم أم لا للتعيينات!

 

من المعروف ان التجاذبات السياسية اللبنانية تتحكم بالتحالفات بين الافرقاء السياسيين، وعند كل استحقاق تبرز المواقف المعارضة  والمنتقضة كانت او المؤيدة والداعمة، فمع اقتراب استحقاق التعيينات في عدد من المواقع، بدأت تُطلق المواقف من مختلف الاطراف التي تحاول حجز حصة لها في مواقع الدولة اللبنانية على اختلافها.

 

وقد برزت في الاونة الاخيرة، مواقف لاذعة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على اكثر من جبهة طالت اكثر من فريق، ولكن اللافت ان علاقة زعيم المختارة برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تبقى مميزة رغم انه يشوبها الكثير من الطلعات والنزلات.

 

مصادر نيابية في الحزب التقدمي الاشتراكي تعتبر لـ«اللواء» ان الاجواء الحالية مستمرة على حالها، الى حين اعادة النظر في كيفية تعاطي البعض بالشؤون الداخلية، وتؤكد المصادر على موقفها الواضح والصريح وهو انه لا يمكن ان يحكم البلد من خلال طريقة التسويات الثنائية والجانبية، وتشدد على وجوب ان يحكم فقط وفق الدستور والطائف، وترى المصادر ان اي خروج عن تلك القاعدة سيسبب مشكلة، باعتبار ان هناك مكونات اساسية في البلد وشراكة حقيقية، تم الاتفاق عليها في الطائف، لذلك فإن الامر لا يتم بالاستفراد وباتخاذ قرارات جانبية ومن تحت الطاولة، خصوصا ان هذه المشكلة تنطبق على كل الملفات.

 

وعما اذا كانت التعيينات المرتقبة هي سبب هجوم جنبلاط على الحريري وعلى وزير الخارجية جبران باسيل، فالمصادر تلفت الى ان موضوع التعيينات هو موضوع جزئي، من كل ما يدور في البلد، وتقول المصادر «نحن نتحدث عن مقاربة لكل الملفات الاساسية، من اصلاح واعادة بناء دولة، ووقف الهدر والفساد والصفقات، لان كل هذه الامور تجري من خلال اتفاقيات ثنائية لن تأتي على لبنان سوى بالمشاكل».

 

وتشير المصادر الاشتراكية الى انها هي من تحدد موضوع التعيينات، وترفض ان يفرضه احد على الحزب الذي هو من يقول نعم او لا، مع العلم ان موقفنا مبدئي، وهو فلتكن الكفاءة هي المعيار، مع المطالبة بأن تكون هناك آلية واضحة للتعيينات، بعيدا عن المحسوبيات.

 

وتقول المصادر «اذا ارادوا الذهاب بطريقة ملتوية في ملف التعيينات، فلا احد يجرب ان يقرر عنا، نحن نعرف كيف نختار من يُمثل في الادارة، وفق المواصفات الضرورية التي اساسها الكفاءة».

 

وتشدد المصادر على ان السياسة لا يمكن ان تدار بخفة وبنكايات ومماحكات، وتعتبر ان المسؤول يجب ان يتعاطى بحكمة وتعقل واتزان، وبمراعاة للاصول والقوانين والاعراف والاحجام.

 

وعما اذا كانت هناك اتصالات تجري حاليا بين المختارة و«بيت الوسط» لا تنفي هذه المصادر وجودها بطريقة غير مباشرة، وتؤكد ان هناك بعض القنوات التي لن تنقطع في يوم من الايام، بين زعيم المختارة والرئيس الحريري، وتقول «نحن دائما كنا دعاة وصل وحوار وهو ما نؤمن به دائما، ولم نكن ابدا دعاة فصل».

 

وحول عدم تطرق الرئيس الحريري الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في مؤتمره الصحافي الاخير واكتفائه بالرد على سؤال بالقول وليد هو وليد، فتعتبر المصادر ان هذه الجملة لم تكن لائقة، فوليد جنبلاط هو وليد جنبلاط، واسمه ارفع من اي لقب، والمطلوب في التخاطب القليل من مراعاة الاصول، وتعتبر ان ليس المطلوب ان نحايد بعضنا في الخطابات فقط، بل المطلوب ان نحمي بعضنا البعض، خصوصا ان وليد جنبلاط يشعر بأن هناك محاولة لتطويقه وعزله.

 

وتلفت المصادر الى ان الطلعات والنزلات ستستمر بين جنبلاط والحريري اذا تواصلت السياسة المتبعة حاليا تجاهنا وتجاه البلد الذي لا يحكم اليوم بالشراكة الحقيقية بين كل مكوناته، بل يحكم باتفاق وتسوية ثنائية، وترى انه طالما هذه التسوية قائمة فإن مفاعيلها ستبقى ايضا قائمة.

 

وردا على سؤال حول ما اذا كان باسيل يُحضر لمعركته الانتخابية من خلال تصرفاته، تقول المصادر «يبدو ان الامور ذاهبة في هذا الاتجاه، وكل ما يجري اليوم هو تسوية طويلة الامد».

 

وحول حاجة باسيل لدعم جنبلاط في انتخابات الرئاسية المقبلة، تعتبر المصادر الاشتراكية ان الجميع في لبنان بحاجة للجميع، وهو امر اساسي وضروري ومهم، ولكن ان يختزل البلد باتفاق ثنائي هذا الامر لن يمر.

 

وعن امكانية ان نرى جنبلاط قريبا في «بيت الوسط» تقول المصادر «حتى لو تم اللقاء بين الرجلين فإذا لم نعد الى الاسس والطائف والدستور والاحترام المتبادل بين كل مكونات البلد ومراعاة الخصوصية القائمة بينها، فالمشكلة ستبقى موجودة، خصوصا اذا لم يكن هناك شيء واضح يوحي بالاخذ بعين الاعتبار بملاحظاتنا، ومراعة الدستور والطائف، فإن اللقاء لا فائدة منه، مع العلم ان هناك عدة لقاءات مصارحة حصلت بين الرجلين ولكن تعود الكرة من جديد.

 

ولكن في المقابل فإن المصادر تؤكد على احترام بيت الحريري، وتقول «رحم الله الشهيد رفيق الحريري، الذي كان حريصا جدا جدا على العلاقة مع وليد بيك، وهو كان حكيما بامتياز، وكان ينظر لوليد جنبلاط كأخ ورفيق وصديق، وكانت المصارحة تطبع العلاقة بين الرجلين»، وتضيف قائلة «كم نحتاج اليوم  الى نهج الرئيس الشهيد».

 

وتذكّر المصادر بأنه كان لجنبلاط كلمة الحسم في اليوم الاليم يوم استشهاد الرئيس الحريري عندما قال «ليس مأتما رسميا بل شعبيا، دخلوا على دم كمال جنبلاط وسيخرجون على دم رفيق الحريري»، وانطلقت ثورة الارز وهو كان مقداما فيها، وتسأل المصادر هل هكذا يكافأ وليد جنبلاط؟ وتعتبر ان هناك اشكالية قائمة اليوم ويجب مراعاتها، لانه لا يمكن التعاطي مع جنبلاط كما يتم التعاطي مع الاخرين.