IMLebanon

أشداق وأنياب

 

 

تتكشف الأزمة الاجتماعية -الاقتصادية الحادة، التي يجتازها لبنان، يوميا، عن ان بعض اللبنانيين مجموعات من البني ادمين لا علاقة لهم بالوطنية الا بالحكي والتفنيص والمبالغات الكلامية… اما الوطنية الحقيقية فشأن بعيد عنهم بعدا فلكيا…

 

الوطنية، وعيش المواطنة، كلام يتغرغر به اللبنانيون نهارا وليلا، وعند أي امتحان يتبين، بالوقائع الثبوتية، ان القوم، بل الأقوام، في واد آخر.

 

هل نتحدث عما تبين في أزمات الدواء والغذاء وحليب الأطفال والمازوت والبنزين والغاز الخ.؟!.

 

في بلدان العالم كلها محتكرون وجشعون وايضا متكالبون على المال الحرام… ولكن امثال هؤلاء يجري فضحهم امام الرأي العام وتنزل بهم أقسى العقوبات.

 

اما في حال الحرب فمصير أمثال هؤلاء الاعدام… ونحن في حال حرب اقتصادية اشد فتكا من الحروب العسكرية.

 

قد يقول قائل: نحن في نظام حر، وهؤلاء هم أحرار بالتصرف  في مقتنياتهم أيا كانت. وهذا قول ساقط جملة وتفصيلا… فالمواد الغذائية والطبية والمحروقات حصل عليها هؤلاء المجرمون الفاسدون بالسعر المدعوم أي الدولار مقابل  1500 ليرة لبنانية ليتم تسديد الفارق من مال اللبنانيين، وليس لكي يحيل المحتكرون الجشعون هذه السلع الى مخازنهم المموهة، ومن ثم يبيعونها من الناس المعثرين الطفرانين المزنوقين في ألف زاوية وزاوية على  سعر الدولار عشرون الف ليرة…

 

والأنكى ان هذه الفصائل، التي ليست وقفا على فريق، أو جهة، أو طرف، أو منطقة، أو طائفة، أو مذهب بعينه (…) كثيرا ما يحاضر كبار المتوحشين فيها بالعفة وبالوطنية وبالقيم الأخلاقية كما شاهدنا واستمعنا ومتعنا النظر بطلاتهم البهية، وعبساتهم الغضنفرية، وقناع الحمل المزيف الذي يخبئ أشداقا مشرعة الأنياب على النهش وولوغ الألسنة في دماء المرضى والأطفال والفقراء والمعوزين والجائعين، أي اكثرية اللبنانيين.

 

لقد كتب على اللبنانيين ان يحتملوا ما لا يحتمل في هذا الزمن، ولكن ان تضاف أثقال هذه الطبقة المنحطة من البني ادمين فوق كواهلهم المثقلة اساسا بألف عبء وعبء، فهذا عذاب فوق عذاب، وقهر فوق قهر.

 

في أي حال ليست مجرد مصادفة ان هؤلاء الخارجين على الانسانية لا يجدون من يرفع اي صوت ليس للدفاع عنهم، بل حتى لمحاولة تخفيف جريمتهم الشنعاء، ولا حتى من قبل المرجعيات، على أنواعها.

 

ويبقى الأمل في القضاء ان يتعامل مع هذه الطبقة بما تستحق من عقاب، وبالقوى العسكرية والأمنية ان تكشف المزيد منهم.