Site icon IMLebanon

خالد قدورة يحوّل “التوكتوك” على الطاقة الشمسية: لن أستسلم

 

لم يستسلم جميع المواطنين للأزمات المعيشية والاقتصادية التي تفتك بهم يومياً، وتحاصرهم في لقمة عيشهم الكريم، بل منهم من يبتدع طرقاً جديدة للتأقلم مع الواقع رغم صعوبته ويسعى لايجاد حلول بديلة عن كل أزمة، بخاصة مع ارتفاع اسعار المحروقات وفواتير الاشتراكات في المولدات الخاصة ومع الانقطاع التام للتيار الكهربائي، الامر الذي حرم كثيرين من شحن بطارياتهم لتسيير أعمالهم.

خالد قدورة، واحد من هؤلاء لم يستسلم للغلاء والبطالة معاً، وكافح من أجل لقمة عيش كريم لعائلته، فاشترى «توك توك» يعمل على بطارية شحن توفيراً لثمن البنزين، من أجل التجوال به وبيع البطاطا والبصل والثوم وغيرها في الاحياء الشعبية في صيدا، غير ان انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع رسوم الاشتراك في المولدات الخاصة حرمه من شحن بطاريته، فابتدع طريقة لتركيب لوح من الطاقة الشمسية على سقفه للتخلص من الشحن بواسطة الكهرباء نهائياً.

ويقول قدورة لـ»نداء الوطن»: «عندما اشتريت الـ»توك توك» على البطارية قبل عام تقريباً كان الهدف التخلص من أعباء البنزين يومياً، غير ان امام تفاقم الازمات وانقطاع الكهرباء بالكامل وغلاء رسوم الاشتراك، وجدت نفسي في دوامة المراوحة في مكاني واحياناً المشي الى الوراء، اي أدفع كل ما اكسبه لسد الفواتير فقط وبالكاد اوفر ثمن الطعام والشراب، فقررت تركيب لوح من الطاقة الشمسية بكلفة 700 دولار تقريبا لوقف معاناتي في خضم الازمات المعيشية».

ويتوجه قدورة صباح كل يوم الى حسبة صيدا، يشتري بالجملة منها اكياساً من البطاطا والثوم والبصل و…، ثم يجول على الـ»توك توك» بين الاحياء الشعبية وينادي بأعلى صوته لبيعها بأسعار أرخص، ويؤكد: «عندما استطعت التوفير من فواتير الاشتراك والبنزين، اصبح بمقدوري بيعها بأقل ثمن، فكيلو البصل مثلاً بـ 12 ألف ليرة بينما في المحال بنحو 17 ألفاً، وكيلو البطاطا بنحو 8500 ليرة بينما هو بنحو 10000، والثوم ارخص من غيره، وهكذا ضبطت ايقاع حياتي على قدر قدرتي المالية، استفيد واحاول افادة غيري من خلال البيع بالارخص».

ولا تتوقف مساعدة قدورة على ذلك، بل يعمد بين الحين والآخر في طريقه الى الحسبة او التجوال بين الاحياء الى نقل بعض الناس مجاناً، فـ»الناس في ضائقة كبيرة، ولديّ قناعة راسخة من يساعد الناس الله يرزقه بغير حساب، مشكلتنا الكبرى في هذه الازمات ليس فقدان الثقة فقط، ولا عدم مبالاة الناس بغير انفسهم او انعدام مساعدتهم للآخرين والشعور بالانسانية، وانما الجشع والطمع والاحتكار، الدنيا ما زالت بألف خير والناس لبعضها البعض وخاصة في الازمات الخانقة».

إقفال وأزمة

والازمات المغمسة بحياة الكادحين وعرقهم، تظهرت جلياً في معمل معالجة النفايات الصلبة الحديث في منطقة سينيق جنوب صيدا، حيث توقف العاملون عن العمل للمطالبة بدفع رواتبهم بانتظام وزيادتها في ظل الازمة، فأقفل ابوابه، ويتوقع ان تشهد المدينة ازمة نفايات جديدة حيث تتراكم حالياً في الاحياء والشوارع في مشهد مقزز، في ظل انتشار الروائح الكريهة والحشرات مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، علماً ان احد العاملين كان قد توفي جراء حادث عرضي منذ ايام. واعتبر النائب الدكتور عبد الرحمن البزري «أن إدارة المعمل تتحمّل المسؤولية الكاملة لتوقفه عن العمل، وهي المقصرة في حماية عمّالها، وفي تأمين معاشاتهم، فلا يجب أن تدفع صيدا ثمن سوء إدارة هذا المرفق الصحي والبيئي المهم»، داعياً بلدية صيدا العمل «الى متابعة الموضوع وإجبار الإدارة على معالجة المشكلة وفتح المعمل وإستقبال النفايات، واللجوء الى القضاء في حال إضطرت الى ذلك لمنع تراكم المشكلة البيئية التي تعاني منها أساساً المدينة». واتصل بنائب رئيس بلدية صيدا والقائم بمهام رئاستها إبراهيم بساط من أجل متابعة الموضوع والإسراع في إيجاد الحل المناسب.

كذلك تظهرت الازمة من خلال اصابة شخص بصعقة كهربائية أثناء عمله بالطاقة الشمسية، حيث توجهت على الفور فرق الدفاع المدني اللبناني الى المكان واسعفته، ونقل المصاب عبر الصليب الاحمر اللبناني الى مركز لبيب الطبي لتلقي العلاج اللازم.