Site icon IMLebanon

الطاقة الشمسية في دول الشرق الأوسط

قامت الطائرة السويسرية «سولار امبلس» التي تعمل على الطاقة الشمسية بجولة حول العالم في السنة الماضية. وأظهر صانعاها السويسريان برتران بيكار وأندريه بورشبرغ في ٢٠١٦ أن الطاقة الشمسية هي المستقبل. واليوم في بداية ٢٠١٧ نرى أن كلفة إنتاج الطاقة الشمسية أصبحت أقل من كلفة الفحم في عدد من أماكن العالم. وفي العالم العربي أطلقت الإمارات والمغرب مشاريع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، والآن يستعد الأردن لإطلاق مشروع لتوليد الكهرباء من هذه الطاقة. وكشف وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي في ندوة سابقة في معهد «شاتام هاوس» في لندن أن السعودية عازمة على تطوير الطاقة الشمسية. ولكن منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» تأسست قبل ٥٦ سنة ولم تتقدم هذه الدول بعد في تطوير ما يساعدها على عدم استمرار الاعتماد على النفط إلى الأبد. ويرى بيار ترزيان ناشر مجلة «بتروستراتيجي» المتخصصة في شوؤن الطاقة أنه في الدول التي أصبح فيها سعر الكهرباء هو سعر السوق وليس السعر المدعوم أصبحت الطاقة الشمسية منافسة لسببين: الأول التقدم التقني مع تطوير مردود الخلايا الضوئية photovoltaic cells وبلغت نسبة مردودها الآن ٢٢ إلى ٢٣ في المئة وهذا مستمر. ويقول ترزيان إن هناك فائضاً من إنتاج الخلايا الضوئية، وخفضت المنافسة أسعار هذه التقنية في شكل كبير، حتى أن منتجي هذه الخلايا ذات التقنيات المتقدمة جداً مثل شركة «سانباور» التي تملكها «توتال» الفرنسية في الولايات المتحدة تشكو من هذه المنافسة لأنها تجبر على بيع خلاياها التي هي بمثابة «رولز رويس» الخلايا الضوئية بأسعار تساوي خلايا بمردود أقل بكثير من خلاياها بسبب الفائض. والصين هي المنتج الأول للخلايا الضوئية. ويشرح ترزيان أن الألواح الشمسية التي لها مردود مرتفع بـ ٢٢ أو ٢٣ في المئة هي منافسة على مساحات مقتضبة على سطوح البنايات أو مواقف السيارات. ومنازل الشرق الأوسط عموماً لها ميزة أن سطوحها منبسطة ويمكن إدارة الألواح الشمسية باتجاه دورة الشمس وفق الخبير ترزيان.

إن تقنيات إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية النظيفة لها مستقبل واعد في الدول التي لديها الكثير من الشمس والقليل من المال لشراء النفط والغاز ومن مصلحتها أن تطور بسرعة هذه الطاقة الشمسية. فلماذا لا ينظر بلد مثل لبنان في تطوير هذه الطاقة لتوليد كهربائه بدل استيراد بواخر تركية لتوليد الكهرباء لم تولد شيئاً. فينبغي على الحكومة اللبنانية أن تضع خطة لتطوير هذه الطاقة الشمسية على غرار ما يقوم به الأردن والمغرب وأيضا الدول النفطية مثل الإمارات، وكانت قبرص رائدة في منطقة الشرق الأوسط في تطوير إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. فلماذا لا تدفع دول المنطقة إلى مثل هذا التطور المفيد لشعوبها التي يعاني معظمها من انقطاع التيار الكهربائي؟ فحتى دول نفطية كبرى مثل العراق تعاني من انقطاع الكهرباء وغيرها من الدول النفطية مثل السعودية مستهلك ضخم للكهرباء قد يوفر الكثير من استهلاكه المحلي لو طور بسرعة الطاقة الشمسية.

إن مستقبل توليد الكهرباء في الشرق الأوسط يجب أن يعتمد في شكل كبير على استخدام هذه الثروة الطبيعية التي هي من حظ الدول الغنية والفقيرة معاً في هذه المنطقة من العالم. فلماذا تتأخر دول هذه المنطقة في الاستفادة من طاقة نظيفة فضفاضة في بلدان الشرق الأوسط. فالنصيحة لحكومة لبنان الجديدة أن تبحث بعمق للانطلاق بمشاريع جدية تعتمد على الطاقة الشمسية لأن ذلك بإمكانه أن يسبق إنتاج الغاز والنفط، لأن التنقيب عنه وإنتاجه بعد إطلاق المراسيم سيحتاج إلى خمس أو ست سنوات على الأقل، قبل أن يعتمد لبنان على غازه ونفطه، في حين أن إنتاج الطاقة الشمسية لا يحتاج إلى هذه الفترة الطويلة.