Site icon IMLebanon

“يوم تضامني” مع الجامعة اللبنانية غداً… المعركة تبلغ ذروتها!

 

فيما يُواصل الأساتذة المتفرغون في الجامعة اللبنانية إضرابهم للأسبوع الثالث على التوالي رفضاً لسياسة التهميش المتواصلة في معالجة ملفات الجامعة ومطالب أساتذتها، توزّع المشهد التصعيدي أمس بين اعتصامين، الأول على مدخل الإدارة المركزية – المتحف نفّذه الاساتذة المتعاقدون، والثاني في مجمع الحدث الجامعي نفّذه طلاب الفرع. في هذا السياق، أكّد مصدر خاص لـ»الجمهورية» انّ «إضراب اللبنانية وصل إلى «نقطة اللاعودة» من دون نتائج ملموسة أو لمجرد تطمينات كلامية، على اعتبار انّ «مين جَرّب مجرّب طلع عقلو مخرّب»، فسبق للأساتذة و»أكلوا الضرب» بعدما وعدوا أن تكون درجاتهم الثلاث والقضاة سلة واحدة، لذا هم في حال تأهب قطعاً للطريق على أي محاولة لقضم مكتسباتهم».

 

تعيش الجامعة اللبنانية غلياناً مطلبياً إستثنائياً في تاريخها. متفرغون، متعاقدون، متقاعدون، وطلاب، حتى يوم أمس كانوا يغرّدون في السرب نفسه، المضي في الإضراب. إلّا انّ الخوف من ضياع العام الدراسي بدأ يتسرب إلى بعض الطلاب الذين لم يترددوا بمصارحة أساتذتهم: «ما تضيّعولنا العام الدراسي»، «نحنا معكن بس تعطيلي شو بينفعكن؟».

 

«يوم الجامعة اللبنانية»

إلّا انّ رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور يوسف ضاهر يُبدد تلك المخاوف والهواجس، في حديث لـ«الجمهورية»، قائلاً: «العام الدراسي «ما رَح يضيع ع حدا»، فالطلاب هم أولادنا، ونحن على تفاهم وثقة متبادلة بأنه بوسعنا التعويض ضمن برنامج مكثّف». ويتابع: «لن نتراجع عن الإضراب، بل سيأخذ منحى إضافياً بطلب من الاساتذة، نظراً إلى انّ الرابطة مظلة لأصوات كل أستاذ. لذا، قررنا تخصيص غد يوم التضامن مع الجامعة اللبنانية، وستكون أبواب الرابطة في منطقة بئر حسن مفتوحة منذ العاشرة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر لاستقبال سياسيين، فنانين، مثقفين، أدباء، صحافيين، طلاب قدامى من كل فئات المجتمع وأطيافه الذين درسوا في الجامعة اللبنانية وتخرجوا منها، للتأكيد على أهمية هذا الصرح التربوي الوطني وأهمية عدم تهميشه».

 

أما أبرز المطالب، فيذكّر بها ضاهر قائلاً: «مطالبنا ليست مادية صرف كما يظن البعض، إنما لتحصين الجامعة وقطع الطريق على كل من يحاول تفريغها وإضعافها عبر تحجيمها، أو عرقلة ملفاتها أو بث الشائعات حول إنتاجية أساتذتها وعطاءاتهم، وهذا ما لن نرضى به». ويضيف: «على سبيل المثال، إضافة 5 سنوات على سنوات خدمة الاستاذ الذي لا تصل خدمته الى 40 عاماً. كذلك لا بد من إدخال دم جديد إلى الجامعة عبر إقرار التفرّغ وهؤلاء الاساتذة لن يكبّدوا الدولة أموالاً، لأنهم سيدخلون الجامعة مقابل تقاعد عدد لا يُستهان به من زملائهم».

 

المتعاقدون

«إقرار التفرغ» شكّلَ العنوان الاساس لتحرك الاساتذة المتعاقدين في «اللبنانية»، والذي واكبته الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين امس أمام الإدارة المركزية للجامعة.

 

خلف ذلك العنوان الرئيسي تبرز عناوين لا تقل أهمية تُخفي خلفها الكثير من المآسي والتحديات المعيشية اليومية لهؤلاء الاساتذة والتي رفعوها خلال تحركهم، أوّلها أنهم يتقاضون رواتبهم كل 3 سنوات، ويعملون من دون ضمان صحي ولا منح تعليمية، ولا بدل نقل.

 

في هذا السياق، تحدث الدكتور بشار اسماعيل باسم الاساتذة، فطالبَ «المسؤولين عن ملف التفرغ بألا يعطوا الفرصة للمزيد من الوقت الضائع، لأنّ مستقبلنا ومستقبل عائلاتنا أصبح على المحك»، داعياً «اللجنة إلى تكثيف اجتماعاتها، وليرفع ملف واحد متكامل يلقى موافقة جميع مكونات مجلس الجامعة، مما يسهل إقراره ورفعه الى وزير التربية ومنه الى مجلس الوزراء في أسرع وقت». وناشَد الرابطة «ألا توقف إضرابها الا بعد نيل الحقوق، وأولها حقنا في التفرغ الذي طال انتظاره».

 

والطلاب يتحركون…

في موازاة تحرك المتعاقدين، نفذ طلاب مجمع الحدت الجامعي والفرع الأول في «اللبنانية»، بمشاركة رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب، وقفة احتجاجية بعنوان: «لإنقاذ مستقبل جامعتنا الوطنية»، بدعوة من المجالس الطلابية في مجمع الحدت الجامعي، مطالبين أساتذتهم «بتعليق الإضراب فوراً والعمل على تكثيف الدروس من أجل إنقاذ العام الدراسي».

 

للعودة عن الإضراب

بالنسبة إلى البروفسور أيوب الذي حرص على مشاركة الطلاب موقفهم، فإنّ رأيه محسوم، وهو «العودة عن الإضراب»، إذ لا يفوّت فرصة إلا ويُناشد فيها الأساتذة لتعليق إضرابهم على اعتبار انّ التطمينات كافية بعدم المساس بأساتذة اللبنانية، علماً انّ معظم الوعود التي تلقوها بقيت حبراً على ورق، من منحهم الدرجات إلى إبعاد «اللبنانية» عن التجاذبات السياسية. وقال في كلمة له امام الطلاب: «كنّا وما زلنا مع التحرك، ومنذ اليوم الأول لهذا الحراك بَرهنتم كما برهنّا وفي أكثر من موقف عن الدعم المطلق للاساتذة، ولكن علينا أن نعي المسؤولية الكاملة التي تتطلب منا رؤية واضحة في ما خص العام الدراسي».

 

واعتبر ايوب: «انّ مسؤوليتنا في رئاسة الجامعة هي مسؤولية شاملة ومرتبطة بمصير 90 ألفاً من طلابنا وأساتذتنا وموظفينا. ولا بد في هذه الحال من اتخاذ موقف مسؤول حيال هذه الأعداد ومستقبلها، لذلك، أصدرنا في رئاسة الجامعة بياناً توجّهنا فيه إلى رئيس واعضاء ورابطة الاساتذة المتفرغين، متمنين اتخاذ قرار بالعودة عن الإضراب المفتوح».

 

من جهته، ناشد مسؤول دائرة الطلاب في حركة «أمل»، رشيد أبو حمدان، الاساتذة: «تعليق الإضراب فوراً والعمل على تكثيف الدروس من أجل إنقاذ العام الدراسي».

 

ختاماً، يبقى مصير أكثر من 80 ألف طالب رهن التطورات وما يثمره «اليوم التضامني».