IMLebanon

حلول لأزمات وصراعات  من أنظمة مأزومة؟

قمة البحر الميت بدت خطابية بامتياز في عالم عربي يجهد لكي يبقى حيّا. وهذا بعض، لا كل، ما كان يدور في القمم العربية السابقة للقمة العادية الثامنة والعشرين. لكن الخطب لم تكن مجرد انشاء عربي. فالصراعات الحادة في المنطقة فرضت اعلان مواقف واضحة ومباشرة من الأزمات والحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا كما من الحلول المقترحة. ولم يكن ممكنا تجاهل ما يأخذه الصراع الجيوسياسي من طابع مذهبي محلّي واقليمي وما يدار به من حسابات في الاطار الدولي.

ذلك ان العجز العربي عن وقف الحروب التي انتهت اليها ثورات الربيع العربي ليس أقل من العجز المزمن عن تسوية الصراع العربي – الاسرائيلي. ومن الطبيعي أن ترتفع في القمة وخارجها أصوات تربط ما نحن فيه بمسار الربيع العربي الذي صار قابلا لكل الأوصاف. من الجحيم والوهم الى الشتاء الاسلامي. ومن القول انه مؤامرة خطط لها الكبار والعدو الاسرائيلي الى كونه فوضى اختطها الارهابيون المتشددون. ومن المألوف ان تكون الحجة في العجز عن الحلول هي القول ان من الوهم الرهان على حلول في قمة واحدة لأزمات وصراعات طويلة العمر وتشارك فيها أطراف واسعة داخلية وخارجية.

لكن الواقعية تفرض رؤية الأزمات في الاطار الاستراتيجي. فما أسقطته ثورات الربيع العربي، بصرف النظر عما انتهت اليه، ليس فقط أنظمة بلدان محددة بل أيضا النظام الاقليمي العربي. والدول والجامعة العربية المطلوب منها انهاء الحروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا وتسوية الأزمات فيها هي مأزومة ومتأثرة بما يضرب المنطقة من عواصف. ومن هنا حاجتها الى دور أميركي ودور روسي ودور أوروبي ودور للأمم المتحدة، ورهانها على التحالف الدولي لمحاربة داعش وكل التنظيمات الارهابية، كما على تفاهم عسكري – سياسي بين واشنطن وموسكو لترتيب حلّ سياسي في سوريا.

ومن هنا أيضا قراءة الرئيس ميشال عون في المشهد وتركيزه في الرسالة التي حملها خطابه في القمة على التحذير من التأخر في الحلول. فما رآه هو ان العاصفة التي ضربت منطقتنا أصابت جميع أوطاننا. وقد طالت شظاياها جامعة الدول العربية، لا بل ضربتها في الصميم، فشلّت قدراتها وجعلتها تقف عاجزة عن ايجاد الحلول. وما ختم به هو صرخة مدوية: ان خطورة المرحلة تحتم علينا، ان نقرر اليوم وقف الحروب بين الأخوة بجميع أشكالها العسكرية والمادية والاعلامية والديبلوماسية، والجلوس الى طاولة الحوار لتحديد المصالح الحيوية المشروعة لكل فريق واحترامها. وإلاّ ذهبنا جميعا عمولة حلّ لم يعد بعيدا، سيفرض علينا.

لكن البيان الختامي للقمة يوحي ان القادة ليسوا مستعجلين ولا في طوارئ.