Site icon IMLebanon

البعض يحمل عقدة «صهر الجنرال»

منذ العام 2010 بدأت الاعتراضات الفعلية من داخل «التيار الوطني الحر» على المسؤول الحزبي انذاك جبران باسيل، بحيث إشتكى في ذلك الوقت مسؤولون كبار في التيار من تدخّل باسيل بكل شاردة وواردة كما قالوا، اذ  كانوا يشعرون احيانا بأن باسيل هو زعيم التيار، وحينها بدأت حركة المعارضة من قبل الحرس القديم الذي اعلن في ذلك الحين» بأننا جميعا ناضلنا وقدمنا التضحيات منذ ان تواجد العماد ميشال عون على ارض السياسة اللبنانية». إلا ان الكوادر المعارضة لم ُتسمع مطالبها وإتهمت بأن هدفها فقط  المناصب والمواقع السياسية.

الى ذلك اشارت مصادر سياسية مطلعة الى ان حالات الاعتراض هذه  تواصلت لان المطالب إستمرت على حالها، بدءاً بالاعتراض التنظيمي في التيار وإتخاذ القرارات السياسية من دون إستشارة المسؤولين، بحيث بات الامر لباسيل كما تنقل المصادر المذكورة. ومن هنا نستذكر ما حصل قبل حوالي العام من خلافات حزبية داخلية مع الوزير باسيل وما نتج عنها من إحالة مسؤولين في «التيار» نعيم عون وزياد عبس وانطوان نصرالله الى المجلس التحكيمي الداخلي، بسبب ما وصفوه «بغياب الديموقراطية واسس الحوار والقمع والتهديد بالطرد» خصوصاً في منطقة المتن من دون اي سبب جوهري، إضافة الى وجود ضغوطات غير معلنة على المحازبين.

وإضافة الى معارضيّ الداخل، كثرت الخلافات السياسية خارج «التيار» وتحديداً على خط رئيس المجلس النيابي نبيه بري ـ باسيل، بحيث ينقل مقرّبون عن الاول عدم تفاهمه الدائم  مع وزير الخارجية، فضلاً عن الخلاف مع تيار المردة.

هذا وتلفت المصادر عينها الى ان علاقة سيئة تسود منذ فترة بين باسيل ونائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، الذي كان مقرّباً جداً من رئيس الجمهورية إلا ان باسيل رفض توزيره فيما كان موعوداً بمنصب وزاري بارز، إلا ان باسيل فضّل توزير نقولا التويني مكانه، في ظل معلومات من مصادر في «التيار الوطني الحر» بأن إسم الفرزلي لن يوضع ايضاً على لائحة التيار الانتخابية في البقاغ الغربي.

ومن ضمن مَن وضع باسيل «فيتو» عليهم ايضاً، الوزير السابق كريم بقرادوني الذي يذكر ذلك بنفسه وامام الجميع، ويقول : «باسيل لا يريدني في قصر بعبدا»، وقد ثبت هذا القول بالفعل، فيما كان بقرادوني قبل اشهر مقرّباً جداً من القصر الرئاسي.

وفي اطار الخصوم الجدد ايضاً وايضاً، دخل رئيس بلدية جبيل زياد حواط على هذا الخط ، اذ سيطلق الوزير باسيل مساء غد الثلاثاء مشروع تشكيل «بلدية ظل» في احتفال بمدينة جبيل، في حضور نواب المنطقة ومحازبي ومناصري التيار، هدفها بحسب باسيل طرح مشاريع جديدة في المنطقة ومراقبة العمل البلدي.

لكن مصادر مطلعة في المدينة اشارت الى ان هذا المشروع لم يلق إستحساناً وقبولاً لدى اهالي جبيل، وتشير هذه المصادر الى ان جبيل ليست بحاجة لمشاريع  لان حواط من انجح رؤساء البلديات في لبنان ومشاريعه تتحدث عنه، بحيث اوصل المدينة الى العالمية واعطى صورة حضارية عن لبنان، وآخرها في نيويورك حيث اقيم معرض عن جبيل جرى في خلاله شرح الانجازات التي تمّت في المدينة.

وختمت هذه المصادر بالاشارة الى ان «التيار» سيكون وحيداً خلال خوضه الإنتخابات النيابية في دائرة الكورة – بشري – زغرتا – البترون، لان وجهات النظر لم تأت مطابقة في الدائرة المذكورة بين باسيل والقوات اللبنانية والمردة.

اما على خط «التيار الوطني الحر» فتستغرب مصادره ما يُردّد بأن رئيسه جبران باسيل على خلاف مع الجميع، لانه عمل على خطوط التقارب مع كل الافرقاء وهو خلال مناقشة قانون الانتخاب كان يعطي لكل طرف حقه من ناحية التمثيل النيابي، نافية ما يقال بأن القانون الجديد اتى مفصّلاً على قياسه لانه مناسب لجميع الاطراف وإلا لما قبلوا به.

ولفتت الى ان رئيس «التيار» كان ولا يزال فاتحاً ابوابه امام الحلفاء والخصوم معاً، لكن البعض لا يزال يحمل عقدة إسمها «صهر الجنرال» واليوم اصبحت «صهر الرئيس»، على الرغم من النجاحات التي حققها باسيل في كل المهام التي تولاها منذ ان برز كمسؤول في «التيار الوطني الحر»، وهو إستحق هذه المناصب ليس لانه صهر الجنرال كما يسمونه ، بل لانه كان الرجل المناسب في المكان المناسب، وليس صحيحاً انه نال التوريث على طبق من فضة لانه جهد وتعب ووصل، وهو يعتبر من انجح الوزراء اذ يعمل ليلاً نهاراً والكل شاهد على ذلك.

وإستغربت مصادر «التيار» سبب إنزعاج البعض من ترشيح باسيل في البترون على الرغم من انها منطقته، وهو يعمل على تأهيلها وتحسين وضعها على مختلف الاصعدة منذ سنوات، كما يقدّم الخدمات لأهلنا في المنطقة والجوار حتى للذين يخالفونه الرأي في السياسة .

وعن سبب إستبعاد باسيل لبعض الشخصيات السياسية عن القصر الرئاسي، اشارت الى ان رئيس التيار لا يهضم «ماسحيّ الجوخ» ولا يريدهم ان يكونوا مقرّبين من رئيس الجمهورية، لان اهدافهم شخصية  فقط ولا تصّب في مصلحة العهد، ولم ينس احد منا ان هؤلاء كانوا في الخط السياسي المغاير لخطنا، لكن ما الذي وضعهم اليوم في خط العهد؟، فليرّدوا على سؤالنا هذا…!، كما ختمت المصادر المذكورة.