IMLebanon

بعضهم لا يموت

10 سنوات.. على الساعة الواحدة الا خمس دقائق التي غيرت الكثير.. وكشفت الكثير.. وابكت الكثيرين..

لا تهمني السياسة ولا التحليلات ولا الاتهامات ولا المحاكمات… فلطالما آمنت ان تلك الجرائم بحق القادة القادة، وعبر التاريخ، هي جرائم كاملة.. جرائم اكبر من اسماء تذكر هنا وهناك، واكبر من جهات قد تخطر على البال للوهلة الاولى، لا بل قد يفرض علينا «ان تخطر على البال»…

المهم.. المهم الموجع.. انك رحلت…

لن اعيد ما يعاد.. انك علّمت وبنيت وعمّرت… وان البعض شكك وتساءل وقال ولم يقل وفضح ولم يفضح..

لا يهم.. فضجة هدوئك حاضرة.. ولا يهم ما سيأتي وما يستجد.. ولا يهم ما هي التداعيات.. ففي النهاية هناك قلوب اسكتها وخطفتها وابكيتها وحفرت فيها فراغا قاتما، على غير عادتك.

10 سنوات مرّت على موت.. على قتل.. على تفتيت جبل صعب.. لم يكن هناك حل آخر معه.. قد يكون خصمه خاف من سحره.. خاف ان يصبح حليفه لو جلس مرة واحدة معه.

10 سنوات.. وبعض الرجال يأخذونك الى احتمالات مستحيلة، تشعرك أن حالة «اللا موت»، حالة واردة، محتملة.. بل إن الموت بعيد عن هؤلاء، لا يعرف الطريق اليهم، لن يتمكن من اصطيادهم، فهم لا يهدأون ليتمكن من مباغتتهم. بعض الرجال لا قدرة لك على تخيّلهم في وضع ساكن أو ثابت أو متعب أو مريض، فهم في حركة دائمة حين تستحضرهم.. وكأنهم لا يحتاجون الى الراحة ولا وقت لديهم لاختبار النوم.

البعض تكذب على نفسك ساعة يرحلون.. تعد السنوات.. لكنك شبه متأكد أنهم في مكان ما هنا.. «يمكن مشغول».. «يمكن مسافر».. «يمكن نايم».. لكن لن تصدق أنه «يمكن مات»!

تبقى الاسئلة التي لم تُسأل بعد 10 سنوات: حين كان يدخل غرفته ويلقي برأسه على مخدته.. بماذا كان يفكر.. مما كان خائفا.. ما الذي كان يعلم انه لا بد حاصل.. على ماذا اتّكل؟