Site icon IMLebanon

بعض ما تقترحه روسيا لحلّ في سوريا

أيقنَت كلّ الأوساط السياسية أنْ لا تطوّر متوقّعاً حصوله على مستوى الاستحقاقات الداخلية قبل ثلاثة أشهر، بعد أن يكون الاتفاق النووي الإيراني قد سلكَ إيرانيّاً وأميركياً، وبالتالي ليس على لبنان إلّا الانتظار ومراقبة مسار التطوّرات الجارية في المنطقة وما ستؤول إليه.

يردّد مرجع سياسي أمام زوّاره هذه الأيام أنْ لا بحثَ عملياً في الاستحقاق الرئاسي قبل تشرين الأوّل المقبل، لأنّ هذا الاستحقاق الذي تعذّرَت لبنَنتُه في مراحل عدّة، بات على لائحة الانتظار الإقليمية ـ الدولية.

ويقول سياسي واسع الاطّلاع إنّه، إلى مراقبة عملية تثبيت الاتفاق النووي أميركياً وإيرانياً، فإنّ الجدير بالاهتمام والمتابعة هو الحراك الروسي على الخط السوري ـ السعودي، حيث إنّ القيادة الروسية تعمل على بلوَرة حلّ سياسي للأزمة السورية يتزامن مع حلّ للأزمة اليمنية، في إطار ثنائية حلّ لليمن وسوريا في آن معاً.

ويكشف هذا السياسي أنّ الحل السوري الذي تعمل موسكو على بلوَرته يقضي بأن تتخلّى القيادة السعودية عن مطلبها تنَحّي الرئيس بشّار الأسد شرطاً لحلّ الأزمة السورية، فتسَلّم باستمراره في السلطة حتى نهاية ولايته، ويتنازل عن بعض صلاحياته التنفيذية لحكومة جديدة تشترك فيها المعارضة ويَحتفظ بملفّي الدفاع والأمن، بحيث تكون الفترة المتبقّية من ولايته هي الفترة الانتقالية التي تعمل خلالها الحكومة الجديدة على إنجاز الحل السياسي وترسيخه.

ويشير هذا السياسي إلى أنّ موسكو تعمل في العمق على بلوَرة حلف عملي يضمّ كلّ دوَل المنطقة، يتولّى الحرب على «داعش» وأخواتها مِن التنظيمات المتطرّفة، وهي في هذا السياق نبّهَت قيادة المملكة العربية السعودية إلى أنّ خطر هذه التنظيمات بات على أبوابها، وبناءً عليه اقترحَ الرئيس فلاديمير بوتين أخيراً قيامَ تحالف يضمّها وسوريا والعراق والأردن وتركيا ويتصدّى لـ«داعش»،

وفي هذا الإطار تندرج وساطتها التي أدّت حتى الآن الى التواصل بين الرياض ودمشق عبر القناة الأمنية ممثّلة باللقاء الذي قيل إنّه حصل في السعودية بين وليّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس جهاز الأمن القومي السوري اللواء علي المملوك، وهو لقاء لم تنفِه دمشق ولا الرياض حتى الآن، على رغم تشكيك بعض الأوساط في إمكان حصوله.

ويرى هذا السياسي أنّ هذا اللقاء السوري ـ السعودي ذا الطابع الأمني ـ العسكري يُعتبَر اختراقاً مهمّاً في الشكل على مستوى العلاقة المقطوعة بين البلدين منذ الايام الاولى للأزمة السورية، أمّا في المضمون فلا يمكن معرفة جدّيتِه، خصوصاً أنّه قد أعقبَه هجوم جديد شَنّه «جيش الفتح» على جسر الشغور وتمكّنَ الجيش السوري من صدّه.

وفي الوقت الذي استوقفَ المراقبين اللقاءُ الذي انعقد في الدوحة أمس بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيريه الاميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير، يؤكّد هذا السياسي انّ المبادرة الروسية للحلّ السوري كانت مادّة البحث الرئيسة خلال هذا اللقاء، خصوصاً أنّ هناك انطباعاً لدى غالبية الأوساط المحلية والإقليمية والدولية مفادُه أنّ الحراك الروسي في شأن المنطقة قد يكون منسَّقاً مع الإدارة الاميركية، أو على الأقلّ لا تعارضه واشنطن المنصرفة هذه الايام الى تثبيت اتفاقها مع إيران داخلياً ولدى حلفائها الذين ما زال بعضهم يتبَرّم من هذا الاتفاق ويتوَجّس ممّا بَعده، إذ يَعتقد هذا البعض أنّ الاميركيين والايرانيين لم يتفاهموا في ما بينهم على الملف النووي الايراني فقط، وإنّما على كلّ الترتيبات للمنطقة بكاملها، في معزل عن بقيّة دولِها.

على أنّ ما يسترعي الاهتمام أيضاً هو إعلان مساعد وزير الخارجية الإيرانية أمير حسين عبد اللهيان عن دعوة وجَّهَتها طهران لمساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ووزير الخارجية السوري وليد المعلّم لزيارة طهران قريباً، وذلك للبحث معهما في إمكان العودة إلى المبادرة الايرانية لحلّ الأزمة السورية بعد تعديل بنودِها التي تقضي بوقفِ إطلاق النار في سوريا وتشكيل حكومة وحدة وطنية تُجري الاصلاحات السياسية اللازمة في النظام، وتشَدّد على قيام تعاوُن بين النظام والمعارضة في الحرب على الإرهاب.