تنازلت إيران عن جزء من ملفها النووي للشيطان الأكبر «سابقاً»، تبادلت معه «السجناء»، وسيتمّ تبادل أموال مجمدة، في مقابل أموال ساخنة في صفقة طائرات آرباص.
استبدل نظام ولاية الفقيه السلاح النووي بسلاح الكراهية، الحقد الدموي البشع الذي يعرض مباشرة على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي- الحقد والافتخار به- تمارسه جموع الحشد الإرهابي الطائفي في العراق بحق المدنيين السنة، هو ليس إلا «طاقة كراهية» إيرانية فارسية، خزنتها إيران منذ عقود في عقول العملاء، ودعمتهم بعناصر الباسيج والحرس الثوري، استقبلتهم لاجئين، احتضنتهم لتصنع منهم عجينة بشعة متفجرة تخصصت في القتل والإعدامات ونحر الأطفال، وصلب الرجال، وقطع الآذان للعراقيين العرب السنة. جرائم نظام ملالي طهران تجاوزت سورية واليمن، التدخلات وتأجيج الطائفية وصلت إلى نيجيريا.
لكن إيران في العراق بحكم أنها القوة الوحيدة المسيطرة على الحكومة والشارع تقترف جرائم حرب بأيدي العملاء، ترسخ وتجذر لثأرات مقبلة.
في كل أنحاء العالم يستقبل اللاجئ الهارب من الصراعات والحروب ليعيش في أمان، إلا في إيران يستقبل اللاجئ، ويستقطب الطالب حتى يجند ضد بلاده ومواطنيها، طبقت طهران هذا مع العراقيين والأفغان وصولاً إلى نيجيريا، لذلك تقوم استراتيجية طاقة الكراهية الإيرانية على الحشد الجماهيري، مؤتمراتها وخطابها يوجه للجماهير «المستضعفين»! وعلى عاداتها بسياسات التمويه تهاجم «الاستكبار»، فأي استكبار شنيع أكثر مما يجرى في العراق بصنع أذرعتها، وأي استكبار أكبر مما يجرى من خراب وتجويع في سورية بمجنّديها.
طاقة الكراهية الإيرانية الطائفية ليست موجهة إلى الغرب، لا واشنطن ولا أوروبا. مصطلح الشيطان الأكبر لم يكن سوى قنبلة دخانية للتمويه، هي ومن الوقائع موجهة لنا، للعرب السنة خصوصاً ووقودها «النووي»، أحقاد غرستها في عرب وإيرانيين وأفغان وآسيويين شيعة. طاقة الكراهية هذه تتم تغطيتها بابتسامة ظريف، وتصريحات روحاني «المسالمة»، وخدعة التيار الإصلاحي القديمة، أما على الأرض المستباحة وضد المسالمين فيكون القتل والتفجير والنحر وقطع الآذان.
إن لطاقة الكراهية الإيرانية والخبث الفارسي أهدافاً، فمن تطهير طائفي، وتصفيات واغتيالات لتفريغ محافظات في العراق من سكانها، إلى تجذير الشرخ الطائفي في المجتمعات العربية فهو سلاحها وطاقتها المتجددة اللذان عملت على تصنيعهما وتخليقهما في مفاعلات الكراهية بطهران.