فشل الإعلام العربي في فضح الإرهاب الإيراني، على رغم أن هذا الأخير لم يعد يعمل بسرية، فخفف بشكل ملحوظ استخدام القضية الفلسطينية والقدس ساتراً لأهدافه. والمراوغة الإيرانية المندسة كشرت عن أنيابها.
تنوعت أعمال إيران الإرهابية الطائفية من قوات احتلال مغطاة بمليشيات في العراق وسورية إلى خبراء وأسلحة في اليمن! من جانب آخر تستغل طهران حاجة اللاجئين الأفغان على حدودها، فتستخدمهم جنوداً في ميليشيات تدفعها إلى أرض العرب، وتستغل زيارات أماكن مقدسة للشيعة في جلب قوات ميليشيات. ماذا يعني تجنيد واستغلال اللاجئين وموجات زيارات دينية سوى تصدير للإرهاب؟ والغرب، الذي يلاحق شبهات تمويل إرهاب في مؤسسات خيرية أو رجال أعمال، يغض الطرف هو وإعلامه عن عمل إرهابي منظم.
لماذا فشل الإعلام العربي – رسمياً كان أم خاصاً – في فضح الإرهاب الإيراني؟ سؤال جدير بالطرح! من الجوانب المهمة أن هذا الإعلام انشغل بالحروب الداخلية العربية، فأصبح سلاحاً بين العرب ضد بعضهم البعض، دولاً، أحزاباً وجماعات، يستخدم من هنا وهناك في الجانب الثاني أن هذا الإعلام في واقعه العريض هو إعلام تجاري ترفيهي بعيد عن الجدية تأسس لهذا الغرض، وحينما يأتي إلى السياسة فهو يقنع بالمتاح، ومعظمه صادر عن إعلام غربي له أهداف لا تتطابق مع ما يمس مصلحة الأمة العربية، إن لم تتعارض معها.
هناك شبه اتفاق «عربي» أن إرهاب إيران الطائفي خطر على استقرار الدول والمجتمعات العربية، إلا أنه لا يعطى الأولوية، بل إن الإعلام العربي على تنوعه – من حيث يعلم أو لا يعلم – في تناحره وإهدار طاقاته أمكن هذا الإرهاب من تحقيق أهدافه وخلط الأوراق.