تتناقل وسائل التواصل صوراً لمرتزقة من الحشد الطائفي في العراق، يقال إنهم سيحجون أو بصدد ذلك، غطاء لأهداف إرهابية، ولا نعلم حقيقة هذه الصور وصحة السماح لمثل هؤلاء بالحج، خصوصاً في هذا الموسم الذي يتم وسط صراعات سياسية في المنطقة العربية، ولإيران فيها الدور البشع. لكن ما نعلمه أن سلطات الملالي في طهران أحكمت سيطرتها على العراق، حكومة وموارد وحدوداً، حتى وصل الأمر إلى دفع مئات الآلاف من الإيرانيين لدخول العراق من دون تأشيرات، وسط صمت وعجز وقبول من الحكومة العراقية، التي تديرها أحزاب شيعية مرتبطة بإيران ارتباط الطفل الرضيع بمربيته!
حكومة العبادي بوزارة خارجيتها التي ضربت بكل الأعراف الديبلوماسية و«حسن الجوار»، بصمتها الطويل عن التهديدات التي أطلقها ويطلقها مرتزقة في الحشد الطائفي أو زعماء أحزاب مثل أمين حزب الدعوة الطائفي نوري المالكي، يجب أن تكون مسؤولة عن كل من تسمح له بمغادرة العراق للحج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو من التابعين لجماعات أو أحزاب طائفية أعلنت عداءها لكل ما هو عربي وسني، وخصت دول الخليج العربي والسعودية بعداء سافر.
وفيما تستعد السلطات السعودية بإمكاناتها الضخمة لخدمة الحجاج وتيسير أدائهم مناسكهم بسهولة وأمان فمن المؤكد أن الاستخبارات الإيرانية وأتباعها الذين اجتمعوا قبل أيام في ضاحية ما يسمي نفسه «حزب الله» في لبنان لهم استعدادات أخرى، والتاريخ يشهد على أن ملالي طهران استخدموا الكويتيين الشيعة واللبنانيين والعراقيين كما يستخدمون الحوثي في اليمن والأفغاني في سورية.
كما أن من واجب الحجاج، خصوصاً حجاج هذه الدول من الذين لم يقصدوا بلاد الحرمين الشريفين إلا لقضاء فرضهم وطلب الرحمة والمغفرة من الله عز وجل، أن يبادروا بإبلاغ السلطات السعودية عن كل مشبوه من هؤلاء المرتزقة، لأمنهم وسلامتهم هم، وسلامة جميع الحجاج.
إن عين من يبحث عن الإنصاف والعدل لا يمكن إلا أن ترى أن السعودية توفر كل الطاقات للتيسير على حجاج بيت الله الحرام، تحقيقاً لحلمهم في أداء الفريضة، في حين تبذل إيران كل ما في وسعها لـ «الشوشرة» والشغب وتعكير صفو أمن الحجاج كل عام، وهو ما يجب أن يكون قضية إسلامية، تتخذ فيها الدول الإسلامية مجتمعة قرارات رادعة ضد بؤرة الشر في طهران.