IMLebanon

أحياناً… في معنى «النأي بالنفس»!

أخيراً وبعد «ممانعة» صارخة، دانت الحكومة اللبنانية الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية في طهران، واجتماع الحكومة اللبنانية الأخير وما تمخض عنه من بيان، يشير – في تقديري – إلى عدم استيعاب الساسة في لبنان مرتكزات الموقف السعودي، الذي ظهرت علاماته إلى السطح بقرار إيقاف المساعدات المالية.

ينبغي العودة إلى قرار الحكومة اللبنانية الأصلي غير المعدل الذي عبر عن عدم الإدانة في وقته لفهم المسألة، ذلك القرار كان نتيجة لواقع لبناني مر ومؤسف بلغ ذروته، لا يسر الشقيق ولا الصديق، هذا الواقع مستمر وفي تطور سلبي، وهو ما يجب أن يعمل ساسة لبنان على تغييره، وحتى الاختباء وراء شعار «النأي بالنفس» لا يحقق نتيجة في تغيير هذا الواقع، فلا معنى للنأي بالنفس عن قضية أو قضايا إذا كانت هذه «النفس» منقسمة أو مقسمة يسيطر عليها جزء بتدخلات مسلحة لمصلحة إيران في تلك القضايا.

موارد الدولة ومرافقها تحت سيطرته، ويشارك في إدارة الجزء الأهم من سياستها، وقوته العسكرية مجندة لعدم النأي بالنفس، بل وتتجاوز ذلك إلى إعلان العداء للعرب والعروبة، وتغذية أعدائهم في اليمن والعراق وسورية.

ما تبقى من الإخوة في لبنان يجب أن يعلموا أن جنوداً سعوديين وخليجيين ومواطنين مدنيين يقتلون في جنوبنا، بإسهام مسلح من الحزب المسيطر على دولتكم.

يحق للسياسي اللبناني زعيم حزب أو كتلة النأي بنفسه عن سياسات حزب شريك، لكنه وهو الشريك في إدارة الدولة المختطفة لن يستطيع النأي بنفسه إلا بموقف واضح يتعدى تصريحات إعلامية لم يعد لها طعم ولا لون ولا رائحة.

وما يجب أن يطرح في لبنان هو هل هذا الحزب الذي اختطف لبنان الدولة… لبناني بالفعل ويعبر عن مصالح اللبنانيين أم أنه يستخدم لبنان الدولة والجغرافيا والسكان لأهداف بعيدة عن مصالحهم؟ الإجابة عن هذا السؤال تحدد مسافة النأي بالنفس وأساليب التعبير عنه.

في واقع الأمر يستخدم حزب الكبتاغون الدولة اللبنانية كغطاء كما استخدم «المقاومة»، وهذه الدولة أو ما تبقى منها من الضعف بمكان حتى أن جماركها لا تستطيع إيقاف سيل المخدرات الذي يقتحم حدود دول المنطقة، وكما تغطي الطماطم والخيار عبوات مخدرات الكبتاغون يتغطى حزبه بالدولة اللبنانية لتحقيق أهداف فارسية لا تتطابق مع أهداف كل اللبنانيين، هذه النتيجة توصل إليها كل عربي شريف يعتز بعروبته ولا يقبل المساومة عليها تحت أي شعار مزيف.