IMLebanon

أحياناً… (شبكة «الحزب» المصرفية)

يعد تفجير بيروت الأسبوع الماضي قرب بنك لبنان والمهجر رسالة صريحة للبنوك في لبنان، والمتضرر الرئيس والوحيد من إجراءات المصارف اللبنانية انصياعاً لقانون أميركي هو «حزب الله»، أو حزب إيران في العالم العربي، فهو في واقع الأمر الذي يدير الصراع نيابة عن طهران.

هذه الرسالة المتفجرة سيضعها كل مدير بنك في لبنان وعضو في مجلس إدارته نصب عينيه، عند التضييق على حسابات الحزب الإيراني في لبنان، خصوصاً أن لا دولة هناك وأن حزباً مسلحاً حتى الأسنان يسيطر على المفاصل، لكن من جهة ثانية، إيران بأحزابها وميليشياتها، لديها الاستعداد لمثل هذا التضييق المالي.

استراتيجية إيران في العالم العربي والإسلامي شيّدت من زمن استيلاء الخميني على الحكم في طهران. كان من نتائج زخم وصول الخميني وشعوره بالقوة البدء بتصدير الثورة، لتشتعل الحرب العراقية – الإيرانية، وهو الأمر الذي عطّل هذه الاستراتيجية مرحلة من الزمن ليُعادَ بناؤها بتقوية الأحزاب العميلة، إما بالتدريب والاحتضان في إيران، وإما من خلال الحزب الأم في لبنان.

مصرفياً، يذكر بعض المراقبين أن الحزب في لبنان عمل منذ وقت مبكر على تبني عناصر من الطلبة اللبنانيين، خصوصاً من الطائفة الشيعية، عن طريق تعليمهم في كليات مسيحية بلبنان في تخصصات هي عصب عمل المصارف، ولأن الحزب يدار بأسلوب التنظيمات الباطنية والمافوية استغلّ حالة الرخاوة في الدولة اللبنانية، ليوظف العيون في مصارفها، وتوسّع في ذلك خارج لبنان في العالم العربي وأفريقيا. وفي حين كان الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل يتفاخر بابتعاث طلبة لبنانيين للدراسة في الخارج على حسابه من كل الطوائف ومن دون تمييز، كان الحزب حريصاً على الانتقاء «العقائدي» والتوظيف. لذلك لا يتوقع تأثر كبير لموارد الحزب، وحساباته تغطى بأسماء أفراد لبنانيين أو من جنسيات أخرى، لتعطي انطباعاً بأنها بعيدة عن علاقة بالحزب. كما أن هذه الشبكة المصرفية تعلم عن تحويلات الآخرين وحساباتهم أكثر مما يعلمون عنها، لأنها أسست لهذا الغرض. والمواجهة بين عصابات إيران الناطقة بلسان عربي طويلة الأمد، والمال جزء من عصبها الرئيس، وإذا كان «الخمس» واحداً من المصادر، فإن تغلغل هذه الشبكة في إدارات مصارف عربية وخليجية عامل كبح وإضعاف لأي إجراءات غير عميقة.